ماذا تكون مشاعركم اذا عرفتم ان انسانا «حريص عليكم»، فما بالكم اذا كان هذا الانسان هو نبى آخر الزمان وسيد الاكوان محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-. نتذكر حرصه علينا مع ذكرى مولده الشريف: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). حبه الشديد لنا يأتى من خوفه أنْ نضِلَّ أَوْ نضَلَّ أَوْ نزِلَّ أَوْ نزَلَّ أَوْ نظْلِمَ أَوْ نظْلَمَ أَوْ نجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّنا. وَمِنْ حِرْصِهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أُمَّتِهِ كَثْرَةُ دُعَائِهِ لَها وَبُكَائِهِ لِأَجْلِها وَخَوْفًه مِنْ ان نعذب.رَفَعَ يَدَيْهِ ذات مرة وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أُمَّتِى أُمَّتِي،وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ،وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ،وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِى أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ». عن نفسى أتشبث بشفاعة سيد الخلق واحرص فى كل صلواتى عليه وسلم أن أسبق اسمه الشريف بكلمة شفيعنا.عن أبى هريرة قيل: يا رسول الله، مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه». شفاعته للناس يوم القيامة عند الله تعالى لدفع ما يلاقونه من العذاب. الشفاعة سماها رب العزة بالمقام المحمود لسيدنا محمد وهى من اكمال الفضائل له. ولا يساويها ابدا الشفاعة الدنيوية الزائلة فى الوساطة لدفع الحق أو جلب الباطل وهى منهى عنها، فقد قال النبى -صلى الله عليه وسلم- لأسامة بن زيد: «أتشفع فى حد من حدود الله. حين أرادت قريش أن يشفع أسامة لإنقاذ امرأة من بنى مخزوم حتى لا يقام عليها حد السرقة». كيف لا نحبه وهو المبعوث رحمة للعالمين.