أصل الكرة، راقصو السامبا، ناصبو السيرك، كلها أوصاف ترسخت في قلوب وعقول مشجعي اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، وتعلقت بمنتخب واحد فقط، البرازيل، مَن يريد اقتناص وصف المتعة، يقترن بهم، يسير على دربهم، هناك نماذج حينما قدمت أداءً ممتعًا جعلت اسم البرازيل لقبًا. حدث الأمر من قبل مع الإسماعيلي المصري في عصره الذهبى، وصن داونز الجنوب إفريقى الذى يرتدى قميصًا أصفر ويُعد فريقًا برازيلى الهوية والأسلوب، كذلك منتخب غانا، الذى حصد لقب برازيل إفريقيا، ومنتخب البرتغال حينما أبدع وأقنع تم وصفه ببرازيل أوروبا. الكل يتمنى عودة البرازيل لسابق عهده كمنتخب، أما اللاعبون فوضعهم مختلف، يقدمون الآن مستوى مميزًا في غالبية دوريات العالم الكبرى بأوروبا.. تميز وتنوع اللاعبين ومهاراتهم، أمر يصب فى مصلحة المنتخب بالنهاية. الأهم، هو ما يعود على الكرة العالمية من ظهور اللاعبين البرازيليين بهذا المستوى، ولا يوجد مقياس أهم وأفضل من الدوريات الخمسة الكبرى، وفترة الانتقالات الصيفية الجارية حاليًا، والتى يبدو فيها أفضلية اللاعب البرازيلي في أوروبا. منذ ثلاثة أعوام، انفجرت موهبة برازيلية، حينما قاد اللاعب الشاب رودريجو، فريق ريال مدريد، للفوز على مانشستر سيتى فى نصف نهائى دورى الأبطال نسخة 2022، كانت المباراة مشتعلة، والريال فى حاجة لتسجيل هدفين من أجل التعادل، وثلاثة حتى يتمكن من التأهل، تكفل رودريجو بثنائية تاريخية صدمت فريق جوارديولا وساهمت فى تأهل الفريق الملكى الذى تُوِّج باللقب فى النهاية.. اتضح أن هذه الصدمة لم تترك ذاكرة جوارديولا، ليتمنى تعويضها بالاستفادة من إمكاناته. اكتملت أبعاد المفاجأة بعدما ظهرت رغبة بيب المؤكدة للتعاقد مع رودريجو نجم الريال فيما تبقى من أيام الميركاتو، مع عدم ممانعة الريال فى إتمام الصفقة، والشرط أن يتم دفع 100 مليون يورو، وهو ما لا يمانعه السيتي. حتى كتابة هذه السطور، لم يحدث جديد بشأن الصفقة، إلا أن الرغبة فى إتمامها يعيد للذاكرة نوستالجيا كروية، ويوضح مدى التناقض بالحياة والكرة معًا. إتمام الصفقة يتعلق بصفقة أخرى محتملة للاعب برازيلى آخر، وتم تداول عدة أنباء حولها. ◄ اقرأ أيضًا | قرعة دوري الأبطال تضع ريال مدريد في وجه عمالقة أوروبا ◄ توتنهام يوسع الطريق بالطبع هناك قانون للعب المالي النظيف في أوروبا، ويجب أن تكون ميزانيات الأندية منضبطة بين المصروفات والإيرادات.. وقد يكون هذا هو السبب لموافقة السيتى التى يُقال إنها تمت فيما يخص بيع الجناح البرازيلي سافينيو لفريق توتنهام. وهو نفس المركز الذي يجيد به رودريجو الذى يبحث عنه السيتى، فإذا تمت هذه الصفقة، فستكون مفتاحًا لصفقة برازيلى آخر بين كبار البريميرليج. ويُعد سافينيو من أبرز نجوم السيتى بعدما انتقل إليه صيف العام الماضى، وانتزع فور انضمامه للسيتى عدد دقائق مشاركة كبيرة خاصة فى البريميرليج. وفي انتظار أن يُصاحب هذه الصفقة دوي كبير خلال الميركاتو الحالى لينضم لقافلة البرازيليين الذين تركوا أثرًا مميزًا فى فترة الانتقالات الحالية. ◄ صفقات تمت ومع بداية الميركاتو الحالي، تمت صفقات بالفعل للاعبين برازيليين فى البريميرليج، بالتحديد من المتوقع أن يكون لانتقالهم تأثير إيجابى على شكل المسابقة الإنجليزية والمنافسات فى أوروبا بشكل عام، انتقل لتشيلسي المهاجم البرازيلى جواو بيدرو لاعب برايتون الذى يبلغ من العمر 23 عامًا، وتألق سريعًا مع الفريق اللندنى ليُساهم معهم في التتويج بكأس العالم للأندية بنسختها الأخيرة التى أقيمت مؤخرًا بالولايات المتحدةالأمريكية، وبالأرقام كان إيجابيًا بشكل قوى، سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات، هدفان في نصف النهائي أمام فلومنينسي البرازيلي وهدف في النهائى فى مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسى، كما ضَمَّ تشيلسى فى هذا الصيف، الجناح البرازيلى استيفاو لاعب بالميراس البرازيلي. كما تعاقد مانشستر يونايتد مع المهاجم البرازيلى ماتياس كونيا لاعب ولفرهامبتون، الذى كان من نجوم البريميرليج الموسم الماضى، ساهم فى 21 هدفًا خلال 33 مباراة، سجل 15 وصنع 6، وتُعد مسيرة كونيا مليئة بالانتقالات المهمة مثل لعبه من قبل لفريق أتليتكومدريد الإسبانى ولايبزيج الألماني. ◄ أسماء مهمة وبعيدًا عن الميركاتو، فإن كثيرًا من الأندية الكبيرة فى أوروبا تضم لاعبين برازيليين فى تشكيلتهم الأساسية ولديهم تأثير كبير على الجودة الفنية بهذه الفرق، لعل أبرزهم فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد والذى تُوِّج بجائزة أفضل لاعب فى العالم المقدمة من الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والمعروفة بجائزة «ذا بيست». ويُعاونه مواطنه رودريجو الذي ذكرنا تفاصيل إمكانية انتقاله للسيتى، ومن الريال لغريمه برشلونة، الذى يمتلك بين صفوفه الجناح البرازيلى رافينيا الذى يُعد من ضمن أهم أسباب حصول البارسا على الثلاثية المحلية «الدوري والكأس والسوبر» الموسم الماضي. وفي آرسنال الإنجليزي يوجد ثلاثة برازيليين، والثلاثى بمُسمّى جابرييل، المدافع جابرييل مجاليش، الجناح جابرييل مارتينلى، المهاجم جابرييل جيسوس. أما في مانشستر يونايتد فبجانب ماتياس كونيا، هناك ثنائى برازيلي آخر، كاسيميرو لاعب الوسط، والجناح انتونى.. وفى مانشستر سيتي، يُعد ايديرسون حارس المرمى الأساسى للفريق منذ سنوات.