لم يمر عليها يوما طوال فترة زواجها إلا ويقوم الزوج بالاعتداء عليها بالضرب واهانتها، للحصول على اموالها للعب القمار وشرب الخمر بعد أن تم طرده من عمله. بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروي لمجلة آخر ساعة مأساتها، بعد أن صدر قرار وزير العدل عصام الدين حسونة آنذاك، بإلغاء حكم الطاعة بالقوة الجبرية عام 1962. وبدموع الفرح اخذت تروي قائلة: أنها باتت ليلة لن ولم تنساها داخل حجرة لتنفيذ حكم الطاعة بعد أن نجح الزوج في الحصول عليه، وتم اجبارها بقوة الشرطة لتنفيذ الحكم. وباتت ليلتها تنعي حظها العثر، تراود مخيلتها كيفية الهرب من هذا الجحيم، ومعاملة الزوج الذي تحجر قلبه ولم يتذكر لها صنيعا طيبا أو معروفا. وفي صباح اليوم التالي كانت قد اتخذت القرار بالهرب، بحجة الذهاب إلى عملها بإحدى المستشفيات حيث أن القانون يمنع الزوج أن يمنعها عن الذهاب إلى عملها والعودة إلى حجرة تنفيذ الحكم. اقرأ أيضًا| حكاية الطالبة التي رقصت أمام أم كلثوم وعبدالوهاب وبالفعل توجهت إلى محطة مصر واستقلت اول قطار للذهاب إلى الإسكندرية والاختباء لدى أحد اقاربها، هربا من جحيم الزوج الذي لم يرحمها أيضا وكان يوبخها ويهينها، وكان يستولي على نقودها بالإكراه دون رضاها. وما إن وصل القطار إلى محطة طنطا، كانت المفاجأة التي وقعت فوق رأسها، وتساقطت الدموع فوق وجنتيها كالشلالات عندما لمحت مع أحد الركاب جريدة الاخبار يتصدر عنوانها بالصفحة الأولى قرار وزير العدل.. بإلغاء حكم الطاعة بالقوة الجبرية. هرولت مسرعة تلملم حقائبها، وامتعتها ونزلت من القطار، وقامت بشراء الجريدة، وتوجهت الى مسجد السيد البدوي تقرأ الفاتحة، وتشكر المولى عز وجل على هذا القرار . وعادت بعد ذلك الى القاهرة دون خوف أو ريبة، واختفاء شبح الشرطة الذي كان يطاردها هي ومثيلاتها من الزوجات، تستعد لرفع دعوى طلاق ونفقة بعد أن تثبت للمحكمة بأنه غير أمين عليها، وتأكيد الشهود من جيرانها الذين عاشوا معها المأساة. مجلة آخر ساعة 1962.