تداول الفلسطينيون، اليوم الاثنين 25 أغسطس، وصية مؤثرة كتبتها الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة، مراسلة مستقلة ل صحيفة إندبندنت عربية ووكالة الأسوشييتد برس AP، بعدما نشرها نجلها الصغير، عقب ارتقائها شهيدة تحت أنقاض مجزرة الاحتلال الإسرائيلي المُتعمد في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. تركت الصحفية الشهيدة مريم أبو دقة رسالة مؤثرة لابنها الصغير "غيث" أوصته فيها بالدعاء لها، وبالتمسك بالصلاة، وقد نشرها الطفل الصغير عبر حساباته، حيث حملت هذه الكلمات التي هزت وجدان الكثيرين والتي أوضحت حجم الخسارة الإنسانية التي يدفعها الصحفيون في غزة ثمنًا لنقل الحقيقة: "غيث قلب وروح أمك، أنت حياتي... لا تبكِ عليّ، ادعُ لي، ارفع رأسي وكن متفوقًا... عندما تكبر وتتزوج، سمِّ ابنتك مريم على اسمي". اقرأ أيضًا| مجزرة ناصر الطبي| اغتيال الصحافة الفلسطينية تحت القصف الإسرائيلي المزدوج في خان يونس استهداف الصحفيين في غزة.. سياسة ممنهجة يندرج استشهاد مريم أبو دقة وباقي الصحفيين الأربعة الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال اليوم مجمع ناصر الطبي جنوبي قطاع غزة، ضمن سياسة ممنهجة لاستهداف الصحفيين في القطاع. فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، وثقت المؤسسات الحقوقية استشهاد العشرات من الصحفيين والعاملين في الإعلام بالقطاع، في محاولات واضحة ل"إسكات صوت الحقيقة" ومنع توثيق الجرائم الإسرائيلية المتعمدة. الجدير بالذكر، أن مجمع ناصر الطبي نفسه، الذي قُصِف رغم كونه أكبر مستشفى جنوبي القطاع، كان يضم مئات الجرحى والنازحين، وهو ما يجعل الهجوم جزءًا من سلسلة ضربات ضد البنية الصحية والإعلامية معًا. مريم أبو دقة.. شهيدة الكلمة والذاكرة عُرفت الصحفية الفلسطينية الشهيدة مريم أبو دقة بشجاعتها في تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي من قلب الميدان، وظلت تنقل بالصوت والصورة تفاصيل الحياة تحت القصف، وبحسب شهادات زملائها، لم تغادر موقعها حتى اللحظة الأخيرة، لتسجل حضورها بين قافلة طويلة من الصحفيين الشهداء الذين ارتقوا منذ 7 أكتوبر 2023، والذين وصل عددهم إلى 245 بعد استشهاد خمسة صحفيين اليوم جراء القصف الإسرائيلي الغاشم. وفي واحدة من أعنف الضربات المباشرة للإعلام في غزة، فقدت الساحة الصحفية خمسة من أبرز مراسليها: - حسام المصري – بوكالة رويترز. - محمد سلامة – من قناة الجزيرة. - مريم أبو دقة – مراسلة مستقلة ل صحيفة إندبندنت عربية ووكالة الأسوشييتد برس AP. - معاذ أبو طه – من شبكة NBC الأمريكية. - الصحفي الفلسطيني أحمد أبو عزيز. اقرأ أيضًا| نقابة الصحفيين الفلسطينيين تُعلق على ارتكاب الاحتلال مجزرة ناصر الطبي بغزة كما ارتقى عماد عبد الحكيم الشاعر، سائق الإطفاء في الدفاع المدني الفلسطيني، أثناء محاولته إنقاذ الجرحى، فيما أُصيب سبعة من أفراد الدفاع المدني بجروح أثناء عمليات الإخلاء والإنقاذ. كارثة إنسانية داخل أروقة ناصر الطبي وصفت المصادر الطبية في موقع القصف، الوضع في المستشفى بأنه "كارثي للغاية"، حيث امتلأت غرف الطوارئ بالشهداء والجرحى، فيما لا تزال عمليات البحث جارية تحت الركام بحثًا عن مفقودين، وأكدت أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب خطورة بعض الإصابات ونقص الإمكانات الطبية الناجم عن الحصار المتواصل. ارتفاع حصيلة شهداء الصحافة أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن حصيلة الشهداء من الصحفيين ارتفعت إلى 245 منذ 7 أكتوبر 2023، بعد استشهاد الإعلاميين الخمسة في استهداف مجمع ناصر الطبي. وقال المكتب في بيانه: "ندين جريمة اغتيال الصحفيين، ونحمّل الاحتلال الإسرائيلي وداعميه المسؤولية الكاملة، ونطالب الهيئات الصحفية الدولية بالتحرك الفوري لحماية الإعلاميين ومحاسبة الاحتلال على جرائمه". جريمة موثقة على الهواء وثقت وسائل إعلام محلية ودولية لحظة القصف الثاني للمشفى، بينما كانت الكاميرات تنقل عمليات الإنقاذ مباشرة، ما شكّل دليلاً دامغًا على استهداف الاحتلال للطواقم الطبية والإنسانية والصحفية بدم بارد... ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة بدعم أمريكي، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تحدٍّ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية لوقف المجازر. وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن: - أكثر من 220 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء. - أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض. -مئات آلاف النازحين وسط ظروف إنسانية مأساوية. - مجاعة خانقة أودت بحياة كثيرين، معظمهم أطفال. - دمار شبه كامل للمدن والبلدات في القطاع، حتى كادت تُمحى من على الخريطة. اقرأ أيضًا| «أسوشيتد برس» الأمريكية: نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على سلامة صحفيينا بغزة