يواصل مهرجان القلعة للموسيقى والغناء رسم لوحة فنية متجددة كل عام، تجمع بين عبق التاريخ وروعة الفن الحديث، فى صورة تليق بمكانة مصر العريقة وفنونها التى لا تعرف الانقطاع ، مجهود كبير يقف خلفه كتيبة من المبدعين يقودهم د. علاء عبد السلام رئيس الأوبرا الذى منذ أن تولى مهمته فى هذا الصرح العملاق وهو يقدم حالة مختلفة من النشاط وكأنه حقا يمتلك عصا سحرية ليثبت أن تواجده اختيار موفق صادق أهله، الحالة التى أحدثها مهرجان القلعة هذا العام تثبت قيمة الفن والإبداع المصرى وتبرهن أن الفنون تتحدث بكل اللغات. لقد شاهدت فى هذا المهرجان الشرائح المختلفة من الشعب المصرى، الصغار والكبار، شاهدت هذا الرجل العجوز الذى حضر بجلبابه التراثى ليعيش اجواء روحانية مع الشيخ ياسين التهامى وتلك السيدة التى تغنى لتعيد ذكرياتها على صوت المبدع على الحجار، وهؤلاء الشباب الذين يرقصون على كلمات الجميل هشام عباس، وتلك الأصوات التى حضرت مبكرا لتنعم بفرصة الاستمتاع بأغانى الطرب للفنان مدحت صالح وغيرها من السهرات الغنائية التى قدمها المهرجان على مدار رحلته هذا العام، حقيقى كل الشكر والتقدير لجميع القائمين على خروج مهرجان القلعة هذا العام بهذا الشكل الذى يليق بمكانة مصر الفنية وقوتها الناعمة، كل الشكر لخلية الإعلام التى كان حضورها هذا العام مميزا بقيادة الزملاء وليد إمام وكريم بدوى وكل من عمل بجد لخروج تلك النسخة لأنهم نماذج تستحق الفرصة والدعم، مبروك نجاح مهرجان القلعة الذى كان دوما متنفسا فنيا لكل البسطاء.