أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى بشكل جاد لوضع حد للصراعين الدائرين في كل من أوكرانيا وقطاع غزة، مؤكداً أن إدارته تعمل على صياغة رؤية متكاملة لتحقيق السلام في المنطقتين. وخلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء 19 أغسطس، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس ترامب أعطى توجيهاته لفريق الأمن القومي لوضع تصور مشترك مع الدول الأوروبية يهدف إلى توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأضافت أن واشنطن ستساهم في تنسيق هذه الضمانات، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة هو تقديم دعم جوي لأوكرانيا، لكن من دون أي نية لنشر قوات أمريكية على الأرض. ليفيت كشفت أيضاً عن وجود إشارات إيجابية من طرفي النزاع في أوكرانيا، مؤكدة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى موافقته على الدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات. كما توقعت عقد لقاء ثلاثي مرتقب سيجمع الرئيس ترامب مع كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما فيما يتعلق بالأزمة في غزة، فقد شددت المتحدثة على أن ترامب يدعم إنهاء الحرب، ويجري حالياً مراجعة مقترح لوقف إطلاق النار كانت حركة حماس قد وافقت عليه مؤخرًا. وأوضحت أن تلك الموافقة جاءت في أعقاب بيان شديد اللهجة أصدره الرئيس ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، ربط فيه بين إنهاء احتجاز الرهائن والقضاء على القدرات العسكرية لحماس. وفي سياق الجهود الدبلوماسية الجارية، أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تعمل على تنظيم لقاء قمة ثلاثي يضم ترامب وبوتين وزيلينسكي، مرجحًا أن تُعقد القمة في العاصمة المجرية بودابست. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن جهاز الخدمة السرية الأمريكي بدأ بالفعل استعداداته اللوجستية لعقد اللقاء، الذي يُنظر إليه على أنه فرصة لإنهاء أحد أكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبينما تترقب الأوساط السياسية والدولية هذه التطورات، يرى مراقبون أن تحرك واشنطن الأخير يعكس رغبة ترامب في تسجيل اختراق دبلوماسي مزدوج في ملفين معقدين طالما شكّلا عبئًا على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي.