فى خضم ما يمر به الإقليم من أحداث ساخنة، وتحديدًا ما يتعرض له أهلنا فى غزة من عدوان همجى وظلم بيّن، تظهر من بين الرماد محاولات خبيثة لتنظيم الإخوان الإرهابى لاستغلال الموقف، واللعب على مشاعر المصريين، خاصة فئة الشباب. لكنّ الخطر هذه المرة لا يشبه ما عرفناه من قبل، فنحن أمام جيل جديد من كوادر الإخوان، لا لحى ولا خطب نارية، بل شباب تلقّى تعليمًا غربيًا متقدمًا فى جامعات أوروبا، يرتدون البذلات الأنيقة ويتقنون لغات متعددة، ويستخدمون أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعى والإعلام الرقمى لبث أفكارهم لنصبح نحن أمام تنظيم «إخوان فرانشيز» له فروع بكل دول العالم وسيتجنب التمركز فى مصر.. جيل إخوانى جديد من مزدوجى الجنسية أعضاء المنظمات الحقوقية الدولية الموجودة أو التى سيتم استحداثها لاستغلال قضايا حقوق الإنسان للضغط طول الوقت على الدولة فالإخوان الهاربون منذ عام 2013 أنجبوا جيلًا نشأ على عدوانية وكراهية الدولة المصرية برغم حملهم للجنسية المصرية. التنظيم الدولى سيصدر لهؤلاء المزدوجين فتاوى بجواز عدم التزام الأخت الإخوانية بالحجاب «تكتيك بهدف اختراق مجتمعات جديدة» وتكليفا آخر بتجاهل أى حديث عن حقوق الشواذ للظهور أمام المجتمع الغربى كتنظيم منفتح. ولن يتوقف الأمر أو الخطة الموضوعة عند هذا الحد بل سيتم تكثيف الإنتاج الدرامى الذى يخدم أهداف التنظيم. وسيتم تأسيس تنظيم إلكترونى موازٍ هدفه نشر التجنيد بجانب التحريض هكذا لم يعد الخطاب مباشرًا أو صادمًا كما كان، بل أصبح مدروسًا بعناية، يعتمد على التشكيك التدريجى فى ثوابت الدولة، وبث رسائل مبطنة تهز الثقة فى مؤسساتها الوطنية، سواء كانت الجيش أو الشرطة أو القضاء أو الإعلام مستخدمين وسائل عدة على رأسها مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت ملعبًا رئيسيًا للإخوان، ينشرون عبرها الشائعات، والمقاطع المفبركة، والآراء المسمومة التى تُظهر تعاطفًا زائفًا بينما تسعى لإشعال الفتنة. وهنا يأتى دور المواطن المصرى الواعى، فى التريث قبل إعادة النشر، والتحقق من المصادر، وعدم الانسياق خلف العناوين الصادمة والمشاعر المبالغ فيها. الرد ليس فى الغضب، بل فى الوعى والاصطفاف. فالتاريخ القريب علمنا أن تماسك الشعب المصرى هو السلاح الأقوى فى مواجهة محاولات الهدم. نحن اليوم مطالبون بأن نكون جبهة واحدة، تقف أمام موجات التشكيك والفتن، وأن نُميز بين الغضب النبيل من أجل الإنسانية، ومحاولات التسلل إلى عقولنا. مصر لم تتأخر يومًا عن نصرة القضية الفلسطينية، وقدّمت أكثر من 70٪، من المساعدات لأهالى غزة، وتحملت أعباءً سياسية واقتصادية ضخمة دفاعًا عن كرامة الفلسطينيين. لكن الإخوان وممثلهم حماس يستغلون مأساة شعب غزة لمحاولة التسلل إلى عقول الناس، وهم أبعد ما يكونون عن القضية الفلسطينية، بل لطالما كانوا ورقة ضغط فى أيدى من لا يريدون للمنطقة استقرارًا فلا هم يريدون إنقاذ الشعب الفلسطينى، ويصطفون مع عدوهم فى مواجهة جهود مصر للتسوية وإيجاد حل عادل للأزمة، وسيظل يوم 7 أكتوبر هو قبلة الحياة التى أعادت الإخوان الإرهابيين إلى المشهد. نحن أمام مرحلة فارقة، ومطلوب منا أن نكون حائط الصد الأول. العدو هذه المرة لا يطرق الأبواب من الخارج، بل يحاول أن يدخل من النوافذ المفتوحة على هواتفنا وعقولنا. فلنغلق هذه النوافذ بالعقل والوعى، ولنقف صفًا واحدًا فى وجه كل من يحاول النيل من مصر وشعبها.