بعد عقدين من الانتظار والتمسك بأمل بدا مستحيلا، أسدل الستار على واحدة من أكثر القصص الإنسانية التي لامست قلوب الملايين، رحل الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف إعلاميا بلقب "الأمير النائم"، بعد سنوات من الغيبوبة إثر حادث مروري مأساوي، تاركا خلفه إرثا من الصبر، والثقة بقضاء الله، ورسالة صامتة عن الحب الذي لا يعرف اليأس. اقرا أيضأ|«رحيل الأمير النائم».. نهاية حكاية امتدت 21 عامًا من الصمت والرجاء| صور تفاصيل القصة ولد الأمير الوليد عام 1990، وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، وفي عام 2005، وبينما كان يواصل دراسته في الكلية العسكرية، تعرض لحادث سير خطير أدخله في غيبوبة طويلة استمرت حتى وفاته في يوليو 2024. ومنذ اللحظة الأولى للحادث، سلكت العائلة طريقًا مختلفا في التعامل مع حالته، فبينما قد يختار البعض فصل أجهزة الإنعاش بعد فترة، تمسّك الأمير خالد بن طلال برأيه الراسخ: "الحياة بيد الله وحده"، ورفض قطع الأمل، وظل إلى جوار ابنه طيلة 20 عاما من الرعاية المكثفة والدعاء المستمر. جهود طبية واستجابات محدودة على مدى سنوات، لم تبخل الأسرة في السعي لأي بصيص أمل، حتى أن فريقا طبيا عالميا ، ضم ثلاثة أطباء من الولاياتالمتحدة وطبيبا من إسبانيا ، حاول التدخل في وقت مبكر لإيقاف النزيف الدماغي، لكن دون جدوى ملموسة. ورغم الغيبوبة، فقد أظهرت بعض المؤشرات النادرة استجابة طفيفة من الأمير الوليد، أبرزها في عام 2019 عندما نشرت الأميرة ريما بنت طلال مقطع فيديو يظهر فيه الأمير وهو يحرك رأسه من اليمين إلى اليسار، علقت حينها قائلة:"الوليد بن خالد يحرك رأسه من الجهتين، يا رب لك الحمد والشكر". من حالة طبية إلى رمز إنساني لم يكن الأمير الوليد مجرد مريض على سرير في غرفة مغلقة، بل أصبح رمزا إنسانيًا ألهم الكثيرين، تحول صبر العائلة وإصرارها إلى قصة حقيقية تدرس في الصبر والإيمان، وأثارت اهتمام المتابعين من مختلف أنحاء العالم،كل صورة تنشر له، كل تحديث لحالته، وكل دعاء يرفع باسمه، كانت تشعل شمعة جديدة في درب بدا مظلما، لكنها لم تفقد نوره. برحيل الأمير الوليد بن خالد بن طلال، طويت صفحة دام فيها الأمل عقدين من الزمن، ورغم النهاية التي طال انتظارها، بقيت قصته شاهدًا حيًا على قوة الإيمان، وعمق الحب، والقدرة على الثبات في مواجهة المجهول، رحل "الأمير النائم"، لكن اسمه سيبقى محفورا في ذاكرة الناس، قصة صبر استثنائية ألهمت الجميع.