يسيطر الهدوء على أجواء مدينة السويداء صباح الأحد بعد ساعات من إعلان الحكومة السورية وقف النار، وفق ما نقل مراسلان لوكالة فرانس برس وشهود عيان، مع استعادة مجموعات درزية السيطرة على المدينة وإعادة انتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة عقب أسبوع من أعمال عنف طائفية أسفرت عن نحو ألف قتيل. ورصد مراسلان لفرانس برس متواجدان على مشارف السويداء قوافل مساعدات إنسانية تتحضر للدخول إلى المدينة، مؤكدين عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر. وشاهد المراسلان انتشارًا لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء، بدون دخولها إلى المدينة بعد. وأدت أعمال العنف التي اندلعت بين الدروز والبدو السنة في 13 يوليو/ تموز في محافظة السويداء في جنوبسوريا إلى مقتل 940 شخصًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة غير نهائية. وأكد المرصد حالة "هدوء حذر" تعيشها المدينة على جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت الأحد، محذرًا من "تدهور الأوضاع الإنسانية والنقض الحاد في المستلزمات الطبية". ومن داخل السويداء، أكّد مسعف طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن الهدوء يخيم في المدينة أيضًا، وقال عبر الهاتف "لا نسمع أصوات اشتباكات ويبدو ان المعارك انتهت"، موضحاً "لم يدخل حتى الآن أي مساعدات طبية او اغاثية لكننا ننسق مع جهات طبية في دمشق لدخول قوافل مساعدات صحية خلال ساعات". وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك الأحد إن البلاد تمر بمرحلة حرجة، مضيفًا "يجب أن يسود السلام والحوار، الآن وليس لاحقًا". وشدّد باراك في منشور على منصة إكس "ينبغي على جميع الأطراف أن يلقوا السلاح فوراً، ويوقفوا الأعمال العدائية، ويتخلوا عن دوامة الثأر القبلي. سوريا تقف عند مفترق طرق حاسم". وقال المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد لقناة الجزيرة مساء السبت " تم (السبت) انسحاب جميع ابناء القبائل والعشائر من مدينة السويداء استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق الذي حدث حتى يكون هناك افساح مجال للدولة ومؤسساتها". وأرغمت المواجهات نحو 87 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع السبت وقفا لإطلاق النار والتزامه "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء. وسقط 940 قتيلا على الأقل جراء أعمال العنف التي بدأت الأحد، بينهم 588 من أبناء محافظة السويداء من مسلحين ومدنيين، وفق أحدث حصيلة للمرصد السبت. ومن بين هؤلاء 262 مدنيا، 182 منهم "أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".