لم يطق النمر العجوز والمعروف باسم "حسني" الحياة دقيقة واحدة بعد وفاة زوجته التي كانت عجوزا مثله، واسمها "كريمة" كما هو في سجلات حديقة الحيوان، حيث امتنع عن الطعام، وأثناء الليل بعد أن انصرف الحراس أخذ النمر العجوز يضرب رأسه في حديد القفص، وفي صباح اليوم التالي وجد ميتا في قفصه، وانتحر حزنا على زوجته. وبحسب مانشرت مجلة آخر ساعة عام 1970، أن هذا الحادث آثار اهتمام المسؤلين في حديقة الحيوان، والذين أكدوا بأن زوجة النمر "كريمة" قد ماتت بسبب اصابتها بمرض الشيخوخة، وكانت عجوزا، وعاشت في حديقة الحيوان بالجيزة منذ عام 1942، وزوجها اسمه "حسني" كما هو مدون في سجلات الحديقة، والذي كان ممكنا أن يلحق بها ويموت في أي وقت، ولكن أحدا لم يكن يتصور أنه سوف يقتل نفسه ليلحق بها بهذه السرعة وقبل مرور 24 ساعة على موتها. ويروي الدكتور حسن حافظ كبير الأخصائيين بالحديقة آنذاك، والذي ذهب إلى بيت النمور ليعاين جثة الزوجة، والإشراف على إجراء الصفة التشريحية، ووجد مفاجأة مثيرة في انتظاره، حيث كان النمر العجوز ثائرا، ويجلس رابضا بجوار جثة زوجته يريد أن يحرسها، ويزمجر بشراسة محاولا أبعاد الحراس عنها حتى لايأخذوها إلى حيث تقرر إجراء الصفة التشريحية عليها. اقرأ أيضًا| حكاية طلاق أرملة رأفت الهجان من الفنان إيهاب نافع مما اضطر الحراس إلى إستخدام أسياخ حديدية مدببة لإبعاده، ونجحوا في إدخاله قفص مجاور، والفصل بينه وبين زوجته. وأكد الدكتور حافظ أن إجراء الصفة التشريحية على الجثة لم يكن ضروريا ولكنه إجراء روتيني، ووفقا لقرار هذه اللجنة يمكن إثبات حالة الوفاة في سجلات الحديقة. وبمعنى آخر يتم شطب اسم الحيوان من بين اسماء الحيوانات الموجودة في الحديقة. واستكمل كبير الأخصائيين قائلا: أنه تقرر بعد ذلك سلخ جلد "كريمة" للاحتفاظ به في متحف الحيوانات بالحديقة، وأن الجثة تم تسليمها إلى متعهد دفن الحيوانات لدفنها. وأثناء عودته إلى مكتبه فوجئ بأحد حراس بيت النمور يهرول وراءه مسرعا يقول له: إن النمر العجوز "حسني" في حالة سيئة، ويرفض الطعام، وكلما اقترب منه يزمجر بشراسة، تاركا حصته من اللحم جانبا، ورفض أن يلتهمها كعادته في كل يوم. اعتقد جميع الأطباء أن حالة النمر التي تثير القلق لديهم من الممكن أن تزول بين لحظة واخرى، لكن النمر كان قد اتخذ قرارا حاسما بعدما شعر بأنه لم يطق الحياة دقيقة واحدة بدون زوجته. وانتظر حتى أغلقت الحديقة أبوابها عند الغروب، وأخذ يضرب رأسه في قضبان الحديد التي تحيط بالقفص حتى مات، وفي صباح اليوم التالي جاء حارس من بيت النمور ليفتح الباب، وكانت المفاجأة حيث وجد النمر راقدا ممددا في مكانه دون حركة، وادرك أنه قد لحق بزوجته حزنا عليها في نفس اليوم. المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم