30 يونيو كانت ملحمة جميلة عزفها الشعب المصرى وتغنى بما أحدثته من سعادة وتحول كبير ومواجهة حاسمة مع أهل الشر 30 يونيو.. يوم خالد فى ذاكرتى وذاكرة كل المصريين.. مؤكد فى يقينى بأنه يوم للكرامة والعزة لأن مصر هذا الوطن الغالى يستحق منا كل التضحيات.. فمصر فى ذلك التاريخ القريب كانت تدعونا لإنقاذها من هذه الجماعة الإرهابية التى حكمتنا فى عام أسود حزين لعله لن يعود أبدا ما حيينا. وقبل هذا اليوم المجيد لعلنى أتذكر ما مر بى من أيام كاحلة وقاحلة تعرض فيه الوطن لأسوأ أيامه.. لم تكن هذه مصر أبدا ولن تكون بإذن الله.. ما زلت أتذكر هذه الأيام وأتمنى من الله أن أنساها فقد كان الخوف على نفسى وأسرتى هو شغلى الشاغل.. فى هذه الأيام جاءنى اتصال تليفونى من صديق خليجى ذى فضل كبير يطلب منى أن أغادر المحروسة إلى بلده خوفًا علينا.. شكرته كثيرًا وأتذكر قولى: لا تخافوا على مصر فهى محروسة بإذن الله وسوف تنجلى الغمة قريبًا جدًا وقد حدث بفضل المولى وانزاح الكابوس. سيظل يوم 30 يونيو مضيئًا فى حياتى لأسباب كثيرة لن تمحى من الذاكرة.. فبعد 2011 كانت مصر تترنح وكانت الفوضى عنوانًا رئيسيًا فيها ولم أكن أتصور يومًا أن يستوقفنى بلطجى فى الطريق من مدينة نصر إلى بيتى ليسألنى عن بطاقتى وإلى أين أذهب ويحل محل رجل الأمن ويقوم باستجوابى وقد حدث أقسم بالله العظيم وروايات المصريين كثيرة فى هذا الخصوص فى تلك الأيام الخوالى.. ما زلت أتذكر ذيول الجماعة الإرهابية وهم يتآمرون على مصر ويجمعون الصبية لإحراق المنشآت العامة.. رأيتهم بعينى وهذا الإرهابى الذى اختفى تمامًا من منطقتنا بعد عودة الوطن لأهله وهو يسلمهم الأموال لإحراق حى مصر القديمة القريب من بيتنا وشاهدت الحى وهو يحترق ويتم تدميره وهذه شهادة أمام الله أحاسب عليها يوم القيامة.. لن أنسى ذلك البلطجى الذى كان يتحكم فى موقف الميكروباص فى شارع أبو سيفين الذى تقع فيه محطة مترو الملك الصالح وجامع عمرو ومجمع الأديان وقد أطلق لحيته وانضم لجماعة الإخوان وامتلك عدة سيارات وكان يدعو البسطاء للتظاهر مقابل المال واختفى هو أيضًا بعد ثورة 30 يونيو.. لن أنسى سهرة الحراسة الليلية على نواصى شوارع المنطقة والناس يحملون العصى والسكاكين والأسلحة النارية لحماية عائلاتهم. كثيرة هى المآسى التى صادفتنا ومصر مخطوفة على أيدى الإخوان والسرسجية والينارجية و6 إبليس وكل جماعات الشر. لقد تحملت مصر الكثير والكثير من هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان. ولا أنسى يوم أن حاصرتنى عدة سيارات أمام جامعة الأزهر تابعة لمناصرى الجماعة الإرهابية أثناء اعتصام رابعة عندما شاهدوا عليها «بادج الصحافة» وكنت عائدًا من زيارة اضطرارية لقريبى المريض. لكل ما سبق فقد كنت سعيدًا وأكاد أطير من الفرحة بثورة 30 يونيو حينما استجابت القوات المسلحة العظيمة لنداء الشعب واستعادت مصر المخطوفة لأولادها وشعبها العظيم الذى خرج بالملايين ليقول للجماعة الإرهابية ارحلوا عن وطننا ليستعيد شبابه وبهجته وابتسامته التى غابت فى ذلك العام الحزين. 30 يونيو كانت ملحمة جميلة عزفها الشعب المصرى وتغنى بما أحدثته من سعادة وتحول كبير ومواجهة حاسمة مع أهل الشر.. عادت مصر المحروسة لناسها الطيبين وأفاقت من تلك المؤامرة الكبيرة التى حاقت بها وحاولت النيل منها.. سيظل ما قامت به قواتنا المسلحة دينًا كبيرًا فى رقبة كل المصريين إلى يوم الدين ولننظر فى محيطنا العربى لنعرف قيمة هذا الفعل العظيم فى حياتنا. كان مخططًا لنا إلا نقوم من رقدتنا وأن تقسم بلادنا إلى كانتونات يحكمها أمراء الإرهاب.. تحيا مصر عزيزة فى الأمم.