كشفت دراسة حديثة في مستشفى 57357 ألقت الضوء على أسرار جديدة تُسهم في فهم أعمق لمرض التوحد، وتفتح طرقاً متعددة لعلاجه. كما أنها تُمهّد لاكتشاف استراتيجيات علاجية مبتكرة لعلاج بعض أنواع الأورام واضطرابات الجهاز العصبي المرافقة. تشير الدكتورة إنجي عبد الرحمن إلى أنه خلال مراحل نمو الدماغ من السنة الأولى إلى خمس سنوات، تؤدي ناقلات عصبية معينة دوراً تحفيزياً للجهاز العصبي لتطوير الوظائف الإدراكية مثل التعلم والذاكرة وغيرها. وفي سن الخامسة، من الطبيعي أن ينخفض نشاط هذه الناقلات العصبية، ويتحول وظيفتها من دور تحفيزي إلى دور تثبيطي. إلا أنه في بعض الحالات، يحدث خلل في عمل القنوات الأيونية الخاصة بهذه الناقلات العصبية، مما يعيق هذا التحول ويبقى نشاطها تحفيزياً، ما يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية مثل التوحد والصرع. البحث الذي أُجري على الفئران ونُشر مؤخراً في مجلة Frontiers in Pharmacology، نجح في تحديد سبب هذا الخلل. وكشف عن دور مهم لإنزيمات تُسمى "نوكس" في حدوث الخلل في بعض القنوات الأيونية، مما يعطل التحول في عمل الناقلات العصبية. الدكتورة إنجي عبد الرحمن يقول الدكتور سامح سعد، رئيس قسم بيولوجيا الأورام، إن البحث توصل إلى طريقة لإصلاح هذا الخلل باستخدام مركب طبيعي يُسمى "شيكونين"، الذي ساعد على إصلاح الإنزيم المصاب بالخلل، مما أدى إلى تحسين كبير في أعراض التوحد على المستوى السلوكي والاجتماعي لفئران التجارب. كما أظهرت أبحاث علمية أن الخلل في هذه القنوات الأيونية يرتبط أيضاً بزيادة عدوانية بعض أنواع أورام الدماغ، ويساهم في نوبات الصرع المصاحبة لهذه الأورام. وهذا يجعل البحث الجديد خطوة نحو اكتشاف استراتيجيات علاجية مبتكرة لعلاج بعض أنواع الأورام واضطرابات الجهاز العصبي المرتبطة بالورم.