أجمع رؤساء الأحزاب السياسية على أن ثورة 30 يونيو تعد نقطة فاصلة فى تاريخ البلاد، مشددين على أنها لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد نظام حكم.. بل كانت لحظة فاصلة استعاد فيها المصريون وطنهم وهويتهم وبدأت معها ملامح «الجمهورية الجديدة» تتشكل على أسس الديمقراطية والتعددية الحزبية، وتعزيز قيم المشاركة الوطنية، وأكدوا أن الحياة السياسية فى مصر شهدت حالة من الحراك والإثراء عقب ثورة 30 يونيو تمثلت فى إعادة هيكلة الأحزاب، وتفعيل دور البرلمان، وتمكين الشباب والمرأة وذوى الهمم، فضلاً عن إطلاق الحوار الوطنى الذى يهدف إلى تعميق الممارسة الديمقراطية وتوسيع قاعدة التمثيل السياسى، موضحين أن المشهد الحالى يعكس رغبة الدولة والمجتمع فى ترسيخ الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة فى ظل رؤية سياسية أكثر انفتاحا وشمولا. اقرأ أيضًا | بمناسبة ثورة 30 يونيو.. الداخلية تقدم تخفيضات في أكثر من 6 آلاف منشأة| فيديو قال د. عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار إن ثورة 30 يونيو تمثل محطة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، مشددًا على أنها لم تكن مجرد ثورة سياسية بل ثورة شاملة استعاد خلالها المصريون هويتهم الحقيقة، ووضعت البلاد على طريق التنمية الشاملة، وأن الثورة ساهمت بشكل مباشر فى استعادة الوطن من الفاشية الدينية. وأوضح أن حزب المصريين الأحرار كان من بين الأطراف الفاعلة فى ثورة 30 يونيو، وشارك فى دعم حركة تمرد، وأن الحزب بصدد إنتاج فيلم تسجيلى يوثق تلك المرحلة، مشيرا إلى أن الحياة السياسية فى مصر تغيرت جذريًا بعد الثورة، حيث تم فتح المجال لتأسيس الأحزاب وممارسة العمل السياسى بصورة أوسع، بالإضافة إلى اهتمام المواطنين بالسياسة بشكل غير مسبوق، وأصبحت الأحزاب جزءا فاعلا من المشهد العام، واعتبر رئيس حزب المصريين الأحرار أن من أبرز نتائج الثورة إدماج شرائح كانت مهمشة فى الحياة السياسية، وعلى رأسها المرأة والشباب، حيث أصبح للمرأة كتل برلمانية قوية، وتولت مناصب مؤثرة، كما تم تمكين الشباب وخلق كوادر سياسية وقيادية جديدة من خلال مبادرات مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، والأكاديمية الوطنية للتدريب، وأكد «خليل» أهمية فتح المجال الإعلامى أمام الأحزاب، مشيرًا إلى أن الحوار الوطنى أتاح للأحزاب التعبير عن برامجها وأفكارها بحرية لم تكن لتتحقق لولا ثورة 30 يونيو، التى أعادت الاعتبار للعمل الحزبى والمجتمعى، فمنذ عام 1952 مرت الحياة الحزبية بمراحل من التهميش، ثم عادت لتدور فى فلك حزب واحد لفترات طويلة، لذلك نحتاج وقتًا طويلًا لتأسيس أحزاب قادرة فعليًا على العمل السياسى والتواصل مع المواطنين، ولا مشكلة إطلاقا فى زيادة أعداد الأحزاب لأن العبرة بالتأثير، قد يكون لدينا 300 أو حتى 400 حزب، لكن فى النهاية لن يبقى فى الساحة سوى الحزب المؤثر الذى يعرف كيف يتواصل مع المواطن ويشرح له برامجه وأهدافه. إنقاذ وطن فيما أوضح حسن ترك رئيس حزب الاتحادى الديمقراطى أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة «نصر» تاريخى، مشابه لنصر أكتوبر 1973، حيث لم تكن هذه الثورة تصحيحا لمسار خاطئ، بل تعد إنقاذا لوطن كان على وشك الانهيار الكامل، مشيرا إلى أن مصر قبل 30 يونيو كانت على حافة هاوية خطيرة بفعل سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية التى خدعت الشعب باسم الدين، مضيفا أن الأحزاب السياسية، اكتشفت عبر التجربة العملية أن الجماعة كانت تسعى للهيمنة الكاملة على السلطة، واستخدمت الحيلة والخداع، حتى فى تحالفاتها السياسية، وكانوا يخططون للسيطرة على مؤسسات الدولة، وحاولوا تفكيك المجتمع على أسس دينية وطائفية، وهو ما ظهر فى مشاريعهم الدستورية وسياساتهم الإقصائية، لتأتى لحظة الخلاص فى 30 يونيو عندما هب الشعب المصرى بالملايين وسانده الجيش والشرطة، ليعيدوا للدولة هويتها واستقلالها، وبعد استعادة السيطرة بدأت الدولة مرحلة البناء، وأبرزها ما تحقق فى سيناء من القضاء على خطر الجماعات الإرهابية، وبناء البنية التحتية، وزراعة الأراضى، ومدها بالمياه والكهرباء، وأشار «ترك» إلى أن مرحلة ما بعد استعادة الاستقرار شهدت انطلاقا حقيقيا نحو الديمقراطية، وكان أبرز دليل على ذلك هو الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تمتع بالشفافية والانفتاح السياسى، حيث نقلت جلسات الحوار الوطنى على الهواء مباشرة، وشاهد العالم بأسره درجة الحرية وطرح الرأى والرأى الآخر، وعرض كل حزب رؤيته بكل وضوح فى مختلف القضايا من التعليم والصحة إلى الاقتصاد، وتمت الاستجابة للعديد من المقترحات مثل الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات، وتفعيل لجنة العفو عن المحبوسين، وشدد على أن الأحزاب السياسية الآن تمارس أدوارا حقيقية، ولها حرية فى إبداء الرأى سواء تأييدا أو معارضة، وأوضح: «لسنا معارضة من أجل الهدم، بل من أجل الإصلاح، نؤيد ما يستحق التأييد ونعارض ما نراه بحاجة لتعديل، ونقدم بدائل حقيقية».. وأكد «ترك» أن ثورة 30 يونيو جعلت من مصر نموذجا فى الأمن، والاستقرار، والانفتاح السياسى، فعلى الرغم من كل التحديات والأزمات العالمية المتلاحقة، من فيروس كورونا مرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية، وما يشهده الإقليم من اضطرابات استطاعت مصر ليس فقط الصمود، بل إطلاق نهضة تنموية شاملة فى البنية التحتية، والصناعة، والزراعة، والقضاء على العشوائيات، مع الحفاظ على دورها ومساعدة الجميع، كما فعلت مع الصين وإيطاليا خلال جائحة كورونا، وكما تفعل الآن مع الأشقاء فى فلسطين. لحظة فاصلة ووصف النائب تيسير مطر الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية ورئيس حزب إرادة جيل ثورة 30 يونيو بأنها نقطة تحول تاريخية أنقذت مصر من «فترة سوداء وقاتمة»، مشددا على أنها لم تكن مجرد تغيير سياسى، بل استعادة لوطن كان مخطوفا، وإعادة للأمن والحرية للمصريين، وقال إن ما قبل 30 يونيو كانت فترة سيئة للغاية، حيث ساد الخوف، واحتكرت مجموعة إرهابية كل شىء، مما أدى إلى غياب الأمان، وشدد على أن اصطفاف الشعب فى ثورة 30 يونيو كان لحظة فاصلة فى تاريخ الأمة، وأن القوات المسلحة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبت نداء الوطن، وتحملت المسئولية لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار، وأضاف «مطر» أن الثورة فتحت الباب لحياة سياسية جديدة تقوم على التعددية وحرية التعبير، قائلاً: «نحن كأحزاب نمارس دورنا بحرية غير مسبوقة، نتحدث وننتقد من أجل البناء، وهذا لم يكن متاحا قبل 30 يونيو»، وأضاف أن الشكل العام للأحزاب تغير، وأصبحت تضم تمثيلا حقيقيا لفئات المجتمع المختلفة، بما فى ذلك الشباب والمرأة وذوى الهمم، مشيدًا بدور تحالف الأحزاب الذى يضم أكثر من 42 حزبًا سياسيًا ويمثل نحو 50% من القوى الحزبية فى مصر. مشددا على حكمة القيادة السياسية فى الحفاظ على استقرار الدولة فى ظل التحديات الإقليمية والاقتصادية وقال: «لنتخيل أن مصر اليوم تقف وسط دائرة من اللهب، ومع ذلك استطاعت القيادة السياسية أن تقود سفينة الوطن إلى بر الأمان ب 120 مليون مواطن، قد تكون هناك صعوبات اقتصادية، لكن الأمن وتوافر المستلزمات الأساسية هما الأهم، وهذا ما يميزنا عن دول كثيرة حولنا لا تجد أمنًا أو سلعًا». نقطة فارقة فيما أكد د. هشام عنانى رئيس حزب المستقلين الجدد أن ثورة 30 يونيو مثلت نقطة تحول فارقة فى تاريخ مصر الحديث، وأن قيمتها تتجلى بمرور الوقت مع ازدياد وعى الشعوب بالمصائر التى لحقت بعدد من دول المنطقة نتيجة أحداث ما يطلق عليه «الربيع العربى»، وما شهدته دول مثل سوريا، وليبيا، واليمن من انقسامات وصراعات دموية، كان يمكن أن يكون مصير مصر شبيها بها، لولا وعى الشعب المصرى وتلاحمه مع القوات المسلحة والشرطة، مشددا على أن ثورة 30 يونيو كانت لحظة صدق تاريخية منعت انهيار الدولة، وأنقذتها من التقسيم والإرهاب والقرصنة الدينية، مشيرا إلى أن الشعب المصرى أثبت عظمته فى تلك اللحظة، مؤكدا أن الدولة المصرية تمكنت من تجاوز مرحلة الخطر وبدأت بناء مستقبل جديد تحت مظلة «الجمهورية الجديدة».. وعن تأثير ثورة 30 يونيو على الحياة الحزبية والسياسية أشار «عنانى» إلى أن البلاد مرت بمرحلتين واضحتين، مرحلة تثبيت أركان الدولة، التى شهدت القضاء على الإرهاب والتطرف، ثم مرحلة بناء الجمهورية الجديدة، وهى المرحلة التى نعيشها الآن ونشهدها فى الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأوضح أن أبرز مظاهر الانفتاح السياسى ظهرت بوضوح من خلال الحوار الوطنى، الذى شاركت فيه قرابة 400 جهة وهيئة وحزب بما فيها أحزاب معارضة، وهو ما يعكس قبول الدولة للرأى والرأى الآخر، وهو ما يثبت أننا أمام إرادة سياسية واضحة لتعزيز الحياة الحزبية، وهذا ما سينعكس حتما على مستقبل المشهد السياسى فى مصر، وتوقع عنانى أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة مزيدا من التعددية الحزبية والتنوع السياسى، مشيرا إلى أن ما حدث فى انتخابات 2020 كان مؤشرا على هذا التقدم.