حصدت هاجر أحمد بنت قرية ابو محمود مركز الباجور محافظة المنوفية على المركز الأول على مستوى الجمهورية. الشهاده الاعداديه الأزهرية هاجر ليست فقط فتاة ذكية، بل هي قصة كفاح واحتواء، بدأت فصولها قبل ثلاث سنوات فقط، حين قررت عائلتها نقلها إلى التعليم الأزهري. لم يكن الانتقال سهلًا، فهاجر لم تنشأ من البداية في منظومة الأزهر، لكنها حملت في قلبها حُب العلم، وفي ذاكرتها عزيمة تتخطى الجبال. منذ نعومة أظافرها، كانت أسرتها تُناديها ب"الدكتورة". لم يكن مجرد لقب يُطلق بدافع التمنّي، بل كان انعكاسًا لإيمان عميق بأنها "قدّها وقدود". تقول هاجر: "أنا مش مصدقة، من كتر فرحتي كنت بتنطط وبزغرد وبعيط... مشاعر كتير حلوة جاية مرة واحدة، ربنا كبير". لكن التفوق لا يأتي من فراغ. في الخلفية، هناك أم عظيمة حملت على عاتقها مهمة من الطراز الثقيل: تحفيظ ابنتها القرآن الكريم كاملًا خلال ثلاث سنوات فقط! تقول الأم بتواضع المعلّم وأمل الأمومة: "كنت ببدأ أذاكرلها من الصيف، نقرأ ونراجع ونحفظ، وكل خطوة بتقربنا من الحلم أكتر". وهكذا، تشكّلت ملامح التفوق: عقل يضيء بالعلم، قلب نابض بالقرآن، وبيت يُشبه الخلية العاملة، لا مكان فيه للكسل أو اليأس. ولم تكن النتيجة سوى تتويج لهذا الجهد: الأولى على الجمهورية. وقامت التحوّل من التعليم العام إلى الأزهري: خطوة جريئة قد لا يقدِم عليها كثيرون، لكنها كانت بابًا فتح لها أبواب التميز، وزرع فيها روح الانضباط والتركيز. وحفظت القرآن في سن مبكرة: وأصبح سلاح سري جعلها أكثر قدرة على الحفظ والفهم، وأكسبها قوة عقلية وروحية لا يستهان بها. ودعم الأسرة: مناداة الأم ب"يا دكتورة" لم تكن فقط تشجيعًا لفظيًا، بل كانت زرعًا لأمل طويل المدى، وتجهيزًا نفسيًا لطفلة تتعلم أن تحلم وتُخطط وتصل. اقرأ أيضا| تكرم معلمة بُتر إصبعها أثناء مراقبة امتحانات الشهادة الإعدادية هاجر تحلم أن تدخل كلية طب الأسنان. حلم يبدو بسيطًا عند النطق، لكنه يحمل بين طيّاته آلاف الساعات من السهر والتعب والمذاكرة. ونحن، إذ نكتب عنها اليوم، فإننا لا نكتب فقط عن متفوقة أزهرية، بل عن نموذج مصري أصيل، يستحق أن يُروى ويُحتذى.