عمرها 300 ألف عام.. العثور على جمجمة لا تشبه أي سلف بشري

أعادت دراسة فحص جمجمة عمرها 300 ألف عام، عثر عليها في الصين، بعدما أمضى علماء الآثار 60 عامًا في محاولة لمعرفة القصة الأصلية لتلك الجمجمة.
وبدأت القصة في عام 1958 في جنوب الصين، حيث كان المزارعون في مقاطعة قوانغدونغ ينقبون عن مخلفات الخفافيش لاستخدامها كسماد في خندق ضيق لكهف من الحجر الجيري المتآكلة بالقرب من قرية مابا في مدينة شاوغوان، حتى عثروا على هذا الاكتشاف الرائع، وفقًا لموقع «iflscience».
اقرأ أيضًا| الصادرات الصينية تتراجع في ظل الحرب التجارية
وتتكون البقايا من جزء من جمجمة وعدد قليل من عظام الوجه، ويصعب التعرف عليها بسبب عدم اكتمالها، على الرغم من أن الفحوصات الأولية أشارت إلى أنها ربما تنتمي إلى تعود لإنسان نياندرتال.
وأجرى مؤلفو دراسة جديدة أول تقييم مفصل للهياكل الداخلية للجمجمة، بما في ذلك الجيوب الأنفية وعلبة الدماغ والأوعية ثنائية الصبغيات التي تقع داخل الطبقة الإسفنجية من العظام داخل الجمجمة، وباستخدام الأشعة المقطعية للجمجمة القديمة، وجد الباحثون أنها تمتلك مزيجًا من الميزات الموجودة في مجموعة من البشر القدامى الآخرين.
واتضح أن سماتها تجمع سمات عدة أنواع من أشباه البشر في آن واحد من الإنسان المنتصب إلى الإنسان العاقل، ولكنها في الوقت نفسه لا تتطابق تمامًا مع أي نوع، إذ يبدو الجزء الداخلي من الجمجمة أقرب شكليًا إلى الإنسان المنتصب، لكن حجم الدماغ أقرب إلى الإنسان الحديث.
وكشف التصوير المصغر بالتصوير المقطعي المحوسب عن آفة نصف دائرية على العظم الأمامي الأيمن، تمتد من خط الوسط إلى جسر الأنف، كما كشفت الحواف متحدة المركز للعظام الملتئمة ونتوء على السطح الداخلي عن إصابة قديمة، على الأرجح نتيجة لضربة أو سقوط أو حتى حالة مرضية مثل فقر الدم أو الورم.
وتشير علامات الشفاء، إلى أن الشخص عاش لأشهر أو أكثر بعد الصدمة.
وقارن الباحثون "مابا 1" ببقايا أخرى يصعب تصنيفها: جمجمة LH18 من تنزانيا، وعينات من جبل إيغود في المغرب، واكتشاف من بروكن هيل في زامبيا، التي جميعها لا تتوافق مع المفاهيم الشائعة حول التطور البشري.
ووفقا للباحثين لا يمكن تحديد إلى أي نوع معروف تنتمي "مابا 1" بدقة، ويشير هذا إلى مستوى التنوع العالي بين البشر القدماء الذين سكنوا آسيا خلال أواخر العصر البلستوسيني الأوسط، وإلى أن فهمنا لتطور الإنسان العاقل لا يزال غير مكتمل.