لم يعد تصميم الديكور مقتصرًا على الجمال البصري فحسب، بل تعداه إلى ما يُعرف اليوم ب"الديكور العلاجي"، وهو أسلوب يدمج بين علم النفس وفن التصميم الداخلي، يهدف إلى خلق بيئة تُشعر الإنسان بالراحة، وتُعزز من توازنه النفسي. والسر في هذا النوع من الديكور يكمن في الألوان، تلك اللغة الصامتة التي تخاطب المشاعر مباشرة، فليست الألوان مجرد طلاء على الجدران أو قطع أثاث متفرقة، بل هي عناصر فاعلة، تُحرّك فينا طيفًا من الأحاسيس قد لا ندركه وعيًا، لكنه يعمل في الخفاء ويُحدث أثره بهدوء. والأزرق مثلًا هو لون السكينة والسلام الداخلي. وجوده في غرف النوم أو العيادات النفسية يبطئ إيقاع ضربات القلب ويُهدّئ الجهاز العصبي، بينما الأخضر، القريب من الطبيعة، يمنح إحساسًا بالتوازن والاستقرار، ويُعزز الاسترخاء والتركيز، لذا يُنصح به في أماكن العمل أو القراءة. ◄ اقرأ أيضًا | لحياة صيفية منعشة.. طرق لانعاش منزلك بديكورات طبيعية والأصفر الفاتح يُحفز النشاط العقلي ويعزز التفاؤل، لكنه يحتاج إلى توازن حتى لا يتحول إلى مصدر توتر في المساحات الصغيرة. والوردي الهادئ يُعزز مشاعر الحنان والرقة، ويُستخدم كثيرًا في غرف الأطفال ومراكز العلاج النفسي لما له من تأثير مهدّئ واحتوائي. أما البرتقالي فيُعبر عن الطاقة والحيوية، ويبعث على الدفء والانفتاح الاجتماعي وهو مناسب لغرف الجلوس والمطابخ، ولكن يُفضل استخدامه بدرجات خفيفة لتفادي الشعور بالإزعاج . والبنفسجي الفاتح (اللافندر) يرتبط بالإبداع والهدوء الروحي، ويساعد على التأمل والصفاء، ويُنصح به في غرف النوم أو الزوايا الهادئة، فيما يضفي الرمادي الفاتح إحساسًا بالاتزان والحيادية، ويُستخدم كثيرًا في المساحات "المودرن"، والبيج والعاجي يمنحان دفئًا طبيعيًا ويخلقان جوًا مريحًا في المساحات المفتوحة. أما الأبيض فهو لون النقاء والبساطة، يعكس الضوء ويُعزز الشعور بالاتساع، لكنه يحتاج إلى لمسات لونية دافئة كي لا يبدو باردًا.