قبل نحو ربع قرن وتحديدا فى مطلع الألفية الحالية كان الأهلى البريمو من كل الوجوه فى اكتشاف وصناعة ورعاية المواهب الكروية بفضل المتابعة المباشرة من المايسترو الراحل صالح سليم والتنفيذ النموذجى من الكابتن محمد رمضان رئيس قطاع الناشئين والشباب والكابتن بدر رجب المدير الفنى لمدرسة الكرة تحت إشراف الهولندى الداهية كروفر وكل هذه المنظومة كانت تسير فى إطار توجيهات الراحل الرمز طارق سليم رئيس قطاع الكرة آنذاك.. كان الأهلى متسيدا ولم يكن فريق غيره؛ يصول ويجول ويحتكر بطولات الشباب والناشئين والبرامج محليا ودوليا ومن فرط تصدير المواهب تصدر الناشئ الفذ محمد عبد السلام مانشتات لمجلات أوروبية على خلفية مفاوضات دارت مع الأهلى بشأنه ابان مشاركته فى كأس مرسيليا ووصل سعر الناشئ وقتها رقما ضخما مع برشلونة؛ وكانت المفاجأة التى جعلت الأهلاوية يزدادون فخرا بناديهم عندما رفض المايسترو صالح سليم رحيل الناشئ مشددا أن الأهلى شأن برشلونة وربما أفضل لذا تمسك النادى بالناشئ؛ كان المايسترو يحلم وكان جمهور الأهلى يصدقه وجسور الثقة لم تنقطع يوما ولا لحظة؛ لأن الكابتن صالح كان سليم القلب والقصد ويقدر قيمة الأهلى؛ أتذكر فى إحدى زياراتى الدورية لمدرسة كرة القدم بمقر الأهلى فى مدينة نصر رفقة الخبير الوطنى بدر رجب جواهرجى المواهب الذى يحمل خبرات أوروبية واسعة فى صناعة النجوم؛ يومها أبهرنى بدر رجب قائلا: هاتشوف مشهد تاريخى اليوم.. وبعد أقل من ساعة كنا فى هذا المشهد المدهش.. نحو 125 موهبة هم إجمالى مخزون الأهلى الاستراتيجى كلهم فى الملعب يؤدون برامج تدريبية فى وقت واحد تحت إشراف بدر رجب.. كم من البرامج المتناغمة والمتناسقة كأن بدر رجب يعزف سيمفونية متجانسة.. هذا المشهد الذى لا يفارق ذاكرتى استحضرته فى أول تجمع لمنتخب الشباب 2005 تحت قيادة البرازيلى ميكالى المدير الفنى عندما استدعى نحو 70 لاعبا بينهم 21 محترفا بأوروبا فى معسكر استمر أسبوعين دون أن نشعر بزحمة أو ارتجالية أو فوضي.. بدر تعلم ذلك من معلمه كورفر أما ميكالى فهو ماركة مسجلة أحرز ذهبية الأولمبياد وفضية مونديال الشباب مع بلاد السامبا وقاد الفراعنة لمركز رابع فى أولمبياد باريس 2024.. تخيلوا ما فعله بدر رجب منذ عشرين عاما شاهدته مع ميكالى منذ عام وهنا بيت القصيد.. لدينا مدربون وطنيون بخبرات تفوق خبراء أوروبا ومع ذلك لا يجدون التقدير والرعاية ويصدمك المشهد عندما تجد شخصية بحجم بدر رجب ترك راتبا خياليا فى الجزيرة الإماراتى ومنصبا كبيرا وصل له بعد سنوات من الكفاح يعامل فى الأهلى ناديه بهذا الشكل عقب صدور قرار مفاجئ بتوجيه الشكر له.. تخليوا هذا يحدث مع بدر رجب الذى أفنى حياته مخلصا وناكرا لذاته وقدم للأهلى ومصر مئات المواهب للمثال لا الحصر: محمد الننى وتريزيجيه وكهربا ومؤخرا محمد عبد الله مواليد 2005 الذى يلعب فريق أول وحمزة عبد الكريم وبلال عطية ومهند الشامى مواليد 2008 المقرر احترافهم بألمانيا.. أنا شخصيا فى قمة الصدمة والأسف ولا أتخيل أن يصدر مثل هذا القرار من الأهلى الذى جاء من الإمارات بواسطة الخطيب رئيس الأهلى الذى اتصل بمسئولى الجزيرة واستأذنهم فى الموافقة على عودة بدر رجب لناديه.. أنا أعتقد أن الخطيب لا يعلم شيئا عن قرار إقصاء بدر رجب من جانب لجنة التخطيط بالنادى ولذلك فإننى أتمنى سرعة تدخل الخطيب لتدارك مثل هذا الأمر والتأكيد على قيمة بدر رجب ابن الأهلى المخلص والذى يمتلك خبرات تفوق خبرات الخبراء الأجانب.. بانتظار قرار الأسطورة الخطيب..وإلى لقاء جديد.