مع انتهاء مفاوضات «فض الاشتباك» تجلت أول مظاهر السلام فى كلمات الرئيس الراحل أنور السادات فى 9نوفمبر 1977 تحت قبة مجلس الشعب حين قال إن إسرائيل ستدهش حينما تسمعنى أقول إننى مستعد أن أذهب إلى القدس والى بيتهم فى الكنيست وألقى خطابا إذا كان ذلك يمكن أن يحقن دم أولادى. تم بعدها بدأ مشوارالسلام وسط مقاطعة عربية.. من فرط الصدمة اصيب الفريق أول عبد الغنى الجمسى وزير الدفاع بالصمت المطبق وصاح فجأة وهو يلوح بذراعيه «الكنيست لا.. ليس ضروريا» .. و لم يكن أغلب أعضاء النخبة من العسكريين والدبلوماسيين والإعلاميين متوافقين مع قرار السادات بانتهاج المسار التفاوضى للسلام.. وقوله أن 99% من أوراق اللعبة فى أيدى الأميركيين.. وبرعاية امريكية وبعد أشهر من التفاوض وفى سبتمبر 1978 تمت الموافقة على الاقتراح الامريكى بمؤتمر كامب ديفيد وعقد مفاوضات ثلاثية ثم التوصل إلى اتفاق والتوقيع فى نفس الشهر على وثيقة «كامب ديفيد» فى البيت الأبيض ويحتوى على وثيقتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع «العربى - الإسرائيلى». حملت الوثيقة الأولى عنوان إطار السلام فى الشرق الأوسط وتضمنت مواد ميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولى لتوفير مستويات مقبولة للعلاقات بين جميع الدول وتحقيق علاقة سلام وإجراء مفاوضات فى المستقبل بين إسرائيل وأية دولة مجاورة مستعدة للتفاوض بشأن السلام والأمن معها.. وجاءت الثانية وحملت عنوان إطارلاتفاق معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ووقعت الدولتان عليها فى 26 مارس 1979 اقتناعا منهما بالضرورة الماسة إلى إقامة سلام عادل وشامل ودائم فى الشرق الأوسط وفقاً لقرارى مجلس الأمن 242 و238.. والتأكيد من جديد التزامهما بإطار السلام فى الشرق الأوسط وسحب إسرائيل كل قواتها المسلحة والمدنيين من سيناء ونقلهم إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب البريطانى واستئناف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على ارض الفيروزوتحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى الإسرائيلى ينتهى فى 25 أبريل 1982 ورفع العلم المصرى على حدودنا الشرقية. تم الانسحاب وتنفيذ الاتفاقية على الوجه الأكمل وظهرت مشكلة طابا التى أوجدها العدو فى آخر أيام الانسحاب واستغرقت معركتنا السياسية والدبلوماسية 7سنوات لتحريرها مؤكدين للصديق قبل العدو اننا لا نتنازل ولا نفرط فى شبر من أرضنا .. وللحديث بقية.