ما أن يعلن مفتى الديار المصرية عن رؤية هلال ذى الحجة، حتى تتغير كيميائية أجسادنا لتتوافق مع العشرية الأولى للشهر الفضيل، فهى أيام صيام وقيام والصلاة والناس نيام وإطعام الطعام. فمن الطبيعى أن تتبدل جيناتنا فنحن فى أيام الجنة لأن رسول الله قال «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضلُ منه فى هذه العشر قالوا: ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» كيف لا تكون من أيام الجنة وفيه يوم عرفة الذى يقول عنه رسولنا : «صيام يوم عرفة أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التى قبلَه والسنة التى بعده». والحمد لله أن العشر الأوائل من ذى الحجة لاتغشاها المسلسلات وبرامج المقالب كما فى العشر الأواخر من رمضان وانفضت أيضا الآن معظم منافسات كرة القدم التى لحست عقول الناس بما فيها من تحفيل وتنابز بالألقاب بين هذا الفريق وذاك، ومن ثم ليس هناك عذر للجميع للانشغال عن الطاعات والركون للمعاصى. ويبقى هم واحد وهو السوشيال ميديا التى إن أعطيتها ظهرك حفظت لسانك وأذنك وعينيك ويديك من كل حرام، وجعلتك تفوز بالتقرب إلى الله بفضائل الأعمال وعشت أيام الجنة على الأرض. وربما يكون فوزك الأكبر العتق من النار. يقول سيدنا محمد :» ما من يوم أكثر من أن يعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ « ويقول العلماء أن المراد بالدنو هنا دنو الرحمة والكرامة لا دنو المسافة تعالى الله عن ذلك. اغتنموا هذه الأيام التى ينفع فيها الصادقون صدقهم. فلا تضيعوها.