لم تكن المتهمة هنا تخطط لجريمة من الأساس، لكنه دخل حياتها صدفة.. ولم تكن ولاء تبحث عن الحب، بل ظلت تبحث عن مخرج من زواج بارد تحول إلى روتين قاتل.. سارت تلهث وراء شهواتها، وقعت في حب شاب، تحولت النظرات بينهما إلى كلمات، والكلمات إلى علاقة آثمة، حتى راودها شيطانها وقررت التخلص من زوجها بعد سنوات طوال عاشتها معه تحت سقف واحد وأنجبت خلالها 3 أبناء.. فكرت وخططت ونفذت بدم بارد، وكانت نهايتها الإعدام.. تفاصيل مثيرة عن جبروت تلك الزوجة نسردها في السطور التالية. الحكاية بدأت منذ عام 2007، عندما تزوجت ولاء من رجل يدعى علي، وبسبب طبيعة عمله عاشت معه فترة طويلة في الخارج، ثم استقر بهما الحال وعاش الاثنان في منطقة التجمع شهورًا من السعادة والحب، حتى رزقهما الله بثلاثة أبناء؛ محمد ووعد وآسر، كانت حياتهم تسير بشكل طبيعي وفجأة تغير كل شيء، تحول الزوج من رجل حنون لشخص قاسٍ، تعددت علاقته وبدأ يعتدي عليها بالضرب – حسب كلامها-، كانت تتحمل العيش معه فقط من أجل أبنائها الثلاثة، لم تكن ولاء ترغب في الانفصال عنه حتى لا يعيش أبناؤها بين أب وأم منفصلين، حتى لعبت الصدفة دورها في تغيير حياتها بالكامل. نظرة في عام2022م تعرفت ولاء على شاب يدعى أحمد، داخل أحد المحال التجارية، كانت البداية بينهما مغازلة وكلمات معسولة منه، فأصبحا يتبادلان النظرات والهمسات، يراسلان بعضهما البعض عبر الواتساب، لتبدأ الخيانة، وطريق اللاعودة، ربما وجدت ولاء فيه روحًا لحياة لم تعشها، حالة تمرد دفعتها للوجود معه، فجأة أدركت أن زوجها لم يملأ عينيها وقلبها، فاندفعت وراء نزواتها الرخيصة، وانصاعت وراء دقات قلبها، وطوفان العشق والشهوة، لم تعلم أن نهاية ما تفعله سيكون القتل وتلويث يديها بالدم. أصبح أحمد مسئولا عن إدارة صفحتها على الفيس بوك، وتوطدت العلاقة بينهما بحكم العمل، ومن جحودها وبجاحتها جعلته يتعرف على زوجها وابنائها، فأخذ يتردد على مسكنها ويؤدي أعمالا خاصة لزوجها، ويرافق أبناءها أينما ذهبوا، وأثناء ذلك نشأت بينهما علاقة غير مشروعة وأصبح يجامعها داخل بيتها وعلى فراش زوجها، في وجود ابنائها والتي بررت لهم ذلك بطبيعة عملهما سويا، وفي لحظة يئست ولاء من كل شيء، وبعد سنة كاملة من علاقتها المحرمة مع العشيق، أرادت أن تظفر به، ففكرت في التخلص من زوجها، لم تراع عشرة سنوات زواجهما، أو أنها أم لثلاثة أبناء، لم تفكر سوى في نفسها فقط وفي نزواتها الرخيصة، ويبدو أن العشيق لم يمانع من أن يرتكب هو الآخر جريمة قتل، وافقها على خطتها بمجرد ما أخبرته عما يدور في رأسها، وخططا سويا للجريمة. البحث عن مخرج بدأت ولاء تبحث عن معلومات حتى لا تنكشف جريمتها؛ مثل كيفية معرفة الطبيب الشرعي لسبب الوفاة وكيف يعمل الأطباء الشرعيون وكيفية استخراج شهادة الوفاة، حتى هداها تفكيرها أن تشتري عقارًا مخدرًا من الصيدلية تعطيه للزوج ومن ثم ترتكب جريمتها.. وفي يوم 22 نوفمبر من العام 2023، قررت التنفيذ بعدما اكتملت الخطة في ذهنها؛ عاد الزوج متعبًا من عمله وطلب منها أن تعد له الطعام، فأحضرته له بابتسامة تخفي وراءها كل الشر، حاولت التماسك وكتم ما تحمله من مشاعر كره له، دخلت المطبخ لتعد له كوبًا من الشاي ووضعت فيه 4 أقراص من العقار المخدر، وقدمته له، لم يعلم الزوج المخدوع ما تخفيه له هذه الزوجة، وأن هاتين اليدين اللتين لطالما قدمتا له الطعام والشراب، سيأتيان له بما يقضي عليه في يوم من الأيام، فما أن شربه ضعفت قواه وفقد الوعي، وبكل قسوة خنقته بحزام ولم تتركه إلا وهو جثة هامدة، ثم تواصلت مع عشيقها وطلبت منه شراء كريم لإخفاء الأثر الذي خلفه الحزام بعنق المجني عليه فانصاع لطلبها واشترى لها الكريم، لكن لم يفعل الكريم شيئا في الأثر، جلس الاثنان يفكران في كيفية التخلص من الجثة والهروب من جريمتهما دون أن يكشفهما أحد، تناسيا أنه لا توجد جريمة كاملة، فحملاه ووضعاه داخل غرفة مجاورة بها تكييف، وطافا سوياً على ثلاثة مكاتب للصحة بمدينة الشروق ومدينة نصر وشبرا في محاولة الحصول على تصريح دفن المجني عليه، وعندما باءت محاولاتهما بالفشل؛ لضرورة توقيع الكشف على الجثمان من قبل الطبيب المختص، لم يجدا بدًا من الإبلاغ عن الواقعة، فذهبت ولاء مع محاميها لقسم الشرطة، وأبلغت بوقوع مشاجرة بينها ووزوجها المجني عليه تطورت إلى حد الاشتباك بالأيدي، فدافعت عن نفسها بخنقه بلف حزام حول عنقه مما أدى إلى ازهاق روحه، على الفور انتقلت قوة من مباحث القسم لمحل الواقعة، وعثر على المجني عليه مسجى على ظهره على سرير بغرفة النوم. ارتباك الزوجة جعلت الشكوك تحوم حولها بأن الجريمة لم تكن دفاعًا عن النفس كما أدعت وإنما هناك سبق إصرار وترصد، وبتضييق الخناق عليها بملاحقة ضابط المباحث لها بالأسئلة وما اسفرت عنه التحريات، لم تصمد طويلا وانهارت واعترفت بكل شيء، وقالت في اعترافاتها؛ بأنها كانت على خلاف دائم مع المجني عليه لتعديه عليها بالضرب وتعدد علاقاته النسائية مما أثار استياءها فاختمرت في ذهنها فكرة التخلص منه وعقدت العزم على ذلك، واتفقت مع عشيقها على التخلص من المجني عليه وطلبت منه معاونتها بالبحث عن أدوية تسبب فقدان الوعي فأجرى بحثا عن ذلك من خلال هاتفه المحمول وتوصل إلى عقار مخدر وأشار عليها بإعطائه للمجني عليه فاشترت شريطا منه من الصيدلية، ثم نفذت جريمتها بدم بارد. العقاب تحولت القضية للمحكمة، وبعد 17 شهرًا من وقوع تلك الجريمة البشعة، أسدلت محكمة جنايات القاهرة الجديدة الستار عليها، فقضت برئاسة المستشار ممدوح سليمان طبوشة، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أسامة محمد محمد أبو صافي، وهاني مصطفى أحمد، وحضور محمد رأفت عبد اللاه وكيل النيابة، ووائل فراج عشماوي أمين السر، بإعدام الزوجة والسجن المؤبد للعشيق؛ ليكون بذلك الحكم عنوان الحقيقة وجزاء عادل للخيانة. اقرأ أيضا: المؤبد للمتهم بدهس مهندس ب«لودر» في منطقة التجمع الخامس