أوروبا القارة العجوز تعترف بأنها تفتقد إلى وجود الشباب فيها، فهى قارة أغلبها من كبار السن، ودول اوروبا الصناعية فى حاجة ملحة الى شباب مؤهل للعمل فى المصانع والمزارع لتستمر فى تقدمها، ونحن فى مصر نملك الشباب، لكننا لم نستثمر ثروتنا البشرية الشابة بعد، بالشكل الذى يجعل منها مصدرا قويا لدعم اقتصاد الدولة . هنا يصبح التعليم الفنى الصناعى هو البوابة الملكية للشباب المصرى للحصول على فرص عمل جيدة فى دول اوروبا الصناعية، و هو فرصة ذهبية للحكومة لجذب الشركات الصناعية العالمية الكبرى لإقامة مصانعها على أرض مصر، لتوافر الأيدى العاملة المؤهلة من الشباب الحاصل على تعليم فنى متميز . وأمامنا فرصة كبيرة علينا أن نحسن استغلالها، أسوة بغيرنا من دول المغرب العربى، التى تقوم بتجميع السيارات الاوروبية. القصه تحتاج لخطوات جادة لتطوير التعليم الفنى الصناعى عمليًا، بعقد اتفاقيات تعليم وتدريب للطلاب المصريين، مع بعض الدول المتميزة فى تقديم تعليم فنى وتدريب متطور فى مجالات الكهرباء والطاقة وصناعة النسيج والصناعات المعدنية وصناعة الملابس والإلكترونيات وغيرها، على أن تكون هذه المدارس مستقلة فيما تدرسه لطلابها من مواد دراسية، تواكب التطور الكبير فى مجالات الصناعة التى تختص بتدريسها، أسوة بمعاهد الساليزيان الإيطالية فى مصر، والتى تعلم طلابها اللغة الإيطالية ويقوم بالتدريس فيها كوادر تعليمية من إيطاليا، ويتميز خريج هذه المدارس بالمهارة الفنية والمستوى التعليمى المتميز فى مجالات الكهرباء والبترول، ويحصل طلابها على فرص لاستكمال تعليمهم فى معاهد دراسية أعلى فى إيطاليا، وكذلك بفرص تدريب فى المصانع الإيطالية التى ترحب باستقبالهم لأنهم يدركون أن طلاب التعليم الفنى ثروة حقيقية، يجيدون استثمارها... وهو ما فطن إليه بعض رجال الصناعة المصريين منذ فترة قريبة.. ونتمنى أن يصبح التعليم الفنى ثروة تستثمر فى مصر.