مع تعدد الفرق والمذاهب تخرج بعض المفاهيم التى لا يقبلها العقل ولا تتوافق مع تعاليم الدين الصحيح الذى يدعونا إلى التدبر والتفكير فى آيات كثيرة. من هنا نرى أهمية تشكيل هيئة مصغرة أو مركز دراسات فكرية وتصحيح المفاهيم أو لجنة علمية يقوم عليها أصحاب الفكر المعتدل الوسطى والتى تستطيع أن تتبناها بعض المؤسسات الدينية المعتدلة فى الدول الإسلامية التى لها مكانة على مستوى العالم الإسلامى مثل: الأزهر الشريف، ومنظمة التعاون الإسلامى، أو بعض المؤسسات الدينية فى دول مهمة تتبنى الفكر الوسطى ومواجهة الأخطاء، وتسعى من خلاله إلى مواجهة التطرف والإفراط الفكري، والمفاهيم الخاطئة لتبرئة الإسلام من مثل هذه الشوائب التى يرددها الكثيرون وتزوجها بعض الفرق وأصحاب الأفكار الشاذة. اعتقد أن المؤسسات الدينية فى العالم العربى لديها من الإمكانات البشرية والمادية الكافية التى تستطيع من خلالها تنقية المفاهيم ومواجهة ما يسمى «الشطحات» والادعاءات التى تلصق بالدين الحق الذى يقوم على الوسطية ونشر المفاهيم الصحيحة. اعتقد أن محاولة إلصاق تصرفات فردية بالأديان أشد خطراً من الشائعات، فمواجهتها وتفنيدها يجب أن يكون سريعاً ووفق منهج وفكر وسطى قادر على كشف الحقائق بأسلوب يقوم على مفاهيم العلم الصحيح وأسانيد وحقائق جلية، وليس بكلام مرسل يكون قابلاً للتأويل والجدال. حان الوقت لتبنى فكرة هيئة أو مركز علمى أو تفعيل ما هو قائم وتوسيع دائرته دولياً لتفنيد المفاهيم الخاطئة فهى مثل فكرة مواجهة الفتاوى الصادرة من غير المختصين فى ظل حالة السيولة التى نراها على وسائل التواصل الاجتماعي، وعمليات الترويج الممنهج التى يقودها بعض أصحاب الأفكار أو الفرق، لأن مواجهة الفكر وتصحيح المفاهيم يكون بالفكر والعلم والأدلة الواضحة.