ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن أوكرانيا تسعى للحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي باتريوت أمريكية الصنع، بينما لا ترغب سوى دول قليلة في إرسال المزيد منها إلى كييف في ظل الطلب العالمي على صواريخ باتريوت وتباطؤ إنتاجها، كما أن الولاياتالمتحدة مُترددة بهذا الشأن خشية عرقلة المفاوضات مع روسيا . وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين إن قلق أوكرانيا يتزايد بشأن تأمين المزيد من أنظمة باتريوت الأمريكية، مع نفاد المخزونات التي أُرسلت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ورفض الإدارة الجديدة إرسال المزيد. وأوضحت الصحيفة أن حاجة أوكرانيا الماسة إلى صواريخ باتريوت ظهرت جلية عشية عيد النصر عندما فشلت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية في اعتراض أي من الصواريخ الباليستية التسعة التي أُطلقت من روسيا . وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الثلاثاء الماضي إن المساعدة العسكرية الإضافية الرئيسية التي طلبتها أوكرانيا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي المزيد من صواريخ باتريوت ومنصات إطلاقها، "والتي، بصراحة، لا نملكها". ◄ اقرأ أيضًا | بسبب سياسات ترامب.. هل تكتب الرسوم الجمركية نهاية الاستقرار الأمريكي؟ وأضاف روبيو أن الولاياتالمتحدة "تشجع" حلفاءها في الناتو على التبرع بصواريخ وأنظمة باتريوت من مخزوناتهم. لكنه أشار إلى أن "أيا من هذه الدول لا يرغب في التخلي عن أنظمة باتريوت الخاصة به أيضا". ونقلت الواشنطن بوست عن دبلوماسي أوروبي في كييف قوله إن شركة رايثيون الأمريكية المصنعة لا تزال بصدد توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب بعد عام 2022. وأضاف الدبلوماسي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالتحدث إلى الصحفيين: "على الولاياتالمتحدة الاحتفاظ بكمية معينة للدفاع عن نفسها، في حال تعرضها لهجوم من إيران أو أي عدو آخر". ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن إدارة ترامب ستكون مستعدة لبيع المزيد من صواريخ باتريوت لأوكرانيا بدلا من إرسالها كمساعدات، كما فعلت الإدارة السابقة. وقال مسؤول أوكراني كبير إنه لا يتوقع أن تمنع واشنطن بيع أنظمة الدفاع الجوي المستقبلية لأوكرانيا، لكنه يدرك أن البيت الأبيض "لن يقدمها مجانا". وبحسب الصحيفة، سمحت إدارة ترامب لألمانيا بإعادة تصدير مواد باتريوت إلى كييف بعد أن وقعت أوكرانيا صفقة المعادن في أبريل الماضي، حيث تحتفظ الولاياتالمتحدة بحق النقض (الفيتو) على إعادة بيع أي من معداتها العسكرية. وفي الأسابيع الأخيرة، صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس للصحفيين بأن بلاده ستُقدم صواريخ باتريوت لأوكرانيا إلى جانب أربعة أنظمة IRIS-T، وهو سلاح قصير إلى متوسط المدى فعال ضد صواريخ كروز، لكنه ليس فعالا ضد الصواريخ الباليستية. غير أن برلين تُخطط لإرسال صواريخ باتريوت PAC-2 القديمة إلى أوكرانيا، والتي، على عكس صواريخ PAC-3 الأحدث، ليست بنفس فاعلية اعتراض الصواريخ الباليستية، وفقا للدبلوماسي الأوروبي. وقال مسؤول استخباراتي أوكراني كبير إنه في حين تستطيع أوكرانيا استخدام دفاعاتها الجوية المُطورة محليا والمساعدات الأوروبية لمواجهة الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى صواريخ وأنظمة باتريوت لاعتراض الصواريخ الباليستية. وأضاف المسؤول أن مسألة الدفاعات الجوية ستُناقش خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لمقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحضور اجتماع في أوائل الشهر المقبل، موضحا أنه قد يُعلن حينها عن تعهد بتقديم صواريخ باتريوت لأوكرانيا، ولكن ليس من الولاياتالمتحدة. وأشار المسؤول إلى أن إدارة ترامب تبدو مترددة في الإدلاء بتصريحات هامة بشأن تسليم أسلحة إلى كييف، معتقدة أن ذلك قد يُعرقل المفاوضات مع روسيا.