قد لا نشعر أننا نقوم بالعبور عشرات المرات يوميا من خلاله دخولا وخروجا ،فالباب قطعة من طقوسنا الحياتية الإجبارية اللاإرادية حتى أصبحت على هامش الشعور ،لكن بعيدا عن وظيفة الباب فى الدخول والخروج فقد انتقل عند الغالبية إلى بؤرة الشعور وبدأوا يتعلقون به ،البعض يسعد برؤيته والبعض الآخر كل همه معاداة الباب ،ما أن يراه حتى يتكئ على جنباته أو يستمتع بالجلوس بين ضلفتيه أو الوقوف بجواره ومزاحمته فى نوع من الإستفزاز حتى وصلت بالبعض أن يداعبه بطريقة فجة أو يظل ضاغطا عليه ليظل مفتوحا كما يحدث فى مترو الأنفاق وكأن هذا الشخص وجد ضالته فى منافسة شرسة افتقدالفوز فيها فى مبارزاته مع أقرانه فأراد التغلب على الباب بطريقة « الريست» فى مباراة غير متكافئة فهو يعلم أنه فى حالة الفوز على الباب سيصبح بطلا استطاع أن يوقف القطار عند حده . لم يسلم الباب من ضرب الشاكوش أو وخز المسمار حتى ضاقت به السبل فاتجه إلى « الجيم» فى محاولة لتقوية نفسه فأصبح مصفحا،ورغم استخدام المحركات الكهربائية القوية إلا أن راكب الأسانسير استطاع أن يوقف غلق الباب بوضع يده بين ضلفتيه دون استخدام « الزرار» المخصص لذلك . يبدو أن حب الجلوس أو الوقوف على حافة الأطراف وبجوار الأبواب ثقافة قديمة يعشقها البعض على اعتبار أنها ستمنحه الأولوية فى الخروج أو الإنصراف السريع ،فنراه يتشبث بالباب فى المواصلات العامة متأهبا للقفز،حتى المسجد لم يسلم من هذه العادة ليجلس خارج الباب رغم وجود المساحات الكافية بداخله، لكن يبدو أن هذا الشخص جلس تيمنا ببيت الشعر ...الزم الباب إن عشقت الجمال.