لدعم سبل التعاون المشترك.. رئيس شركة مصر للطيران يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة    محافظ سوهاج يحيل مخالفات بيع أرض أملاك الدولة بأولاد غريب إلى النيابة العامة والإدارية    الإمارات تعرب عن قلقها من تطورات الأوضاع في طرابلس الليبية    ريال مدريد يعلن غياب دياز عن مواجهة مايوركا    حل أزمة حسام البدري وجهازه المعاون في ليبيا    الأرصاد تنفي تعرض البلاد لموجة حارة غير مسبوقة: لن نسجل 50 درجة    الثقافة تحتفي بمسيرة الشاعر أحمد عنتر في "العودة إلى الجذور".. الأحد    قيادي بمستقبل وطن: توجيهات الرئيس السيسي بشأن التعليم والصحة تعكس رؤية متكاملة لبناء الإنسان المصري    الفاو: منع وصول المساعدات إلى غزة "يُفضي إلى الموت"    "الجبهة الوطنية" تعلن تشكيل أمانة ريادة الأعمال    رفض الإقامة بالقصور وسيارته موديل قديم جدا.. 23 معلومة عن «أفقر رئيس في العالم»    قرار وزاري بتعديل ضوابط وتنظيم العمل في المدارس الدولية    الجريدة الرسمية تنشر قانون تعديل مسمى واختصاص بعض المحاكم الابتدائية (تفاصيل)    ميلان ضد بولونيا.. موعد نهائي كأس إيطاليا 2025 والقنوات الناقلة    محمد عواد يدرس الرحيل عن الزمالك .. وقرار مفاجئ من وكيله    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 الترم الثاني محافظة شمال سيناء    حجز محاكمة الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي للحكم    تأجيل محاكمة قهوجي متهم بقتل شخص إلى جلسة 13 يوليو    أحكام رادعة من الجنايات ضد 12 متهم بقتل شخصًا وترويع أسرته في أوسيم    الحكومة توافق على إقامة معرض بعنوان «مصر القديمة تكشف عن نفسها» بمتحف قصر هونج كونج    الليلة.. محمد بغدادي في ضيافة قصر الإبداع الفني ب6 أكتوبر    استقبالا لضيوف الرحمن فى البيت العتيق.. رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض    بالصور.. سوزان نجم الدين ومحمود حميدة ضمن حضور العرض المسرحي "لعبة النهاية" و"كارمن"    مصطفى كامل.. طرح أغنية «قولولي مبروك» اليوم    استمرار فعاليات البرنامج التدريبي "إدراك" للعاملين بالديوان العام في كفر الشيخ    تأجيل محاكمة 17 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية" لجلسة 28 مايو    التحفظ على 256 بطاقة تموينية وضبط مصنع تعبئة كلور داخل مزرعة دواجن بالغربية    البنك المركزي: القطاع المصرفي يهتم كثيراً بالتعاون الخارجي وتبادل الاستثمارات البيني في أفريقيا    «الشرق الأوسط كله سف عليا».. فتحي عبد الوهاب يكشف كواليس «السيلفي»    النيابة تستأنف التحقيق في انفجار خط غاز بطريق الواحات: 8 ضحايا واحتراق 13 سيارة    لأصحاب برج السرطان.. اعرف حظك في النصف الثاني من مايو 2025    «أنا عندي نادي في رواندا».. شوبير يعلق على مشاركة المريخ السوداني في الدوري المصري    إعفاء وخصم وإحالة للتحقيق.. تفاصيل زيارة مفاجئة إلى مستشفى أبو حماد المركزي في الشرقية    إيتيدا تشارك في المؤتمر العربي الأول للقضاء في عصر الذكاء الاصطناعي    المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية    الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن    مسئول أمريكي سابق يصف الاتفاق مع الصين بالهش: مهدد بالانهيار في أي لحظة    وكيل عمر فايد يكشف ل في الجول حقيقة إبلاغه بالرحيل من فنربخشة    التعليم العالى تعلن نتائج بطولة السباحة للجامعات والمعاهد العليا    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    حالة الطقس في السعودية اليوم.. طقس متقلب على كل الأنحاء وفرص لرياح محملة بالأتربة    الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء: 107.5 الف قنطار متري كمية الاقطان المستهلكة عام 2024    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرتي تفاهم مع جامعة الأقصر خطوة استراتيجية لإعداد كوادر طبية متميزة (تفاصيل)    هآرتس: إسرائيل ليست متأكدة حتى الآن من نجاح اغتيال محمد السنوار    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروات العالم فى مهب الريح
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 05 - 2025

صراع من نوع جديد اشتعل فتيله بين «القوى العظمى» المهيمنة على العالم، للسيطرة على كنوز المعادن النادرة، حيث تحمى الولايات المتحدة إمداداتها الصناعية بمخزونات أوكرانيا وجرين لاند وثرواتهما الطبيعية، فى حين تسبق الصين الركب بنحو 4.4 مليون طن معادن، متصدرة الترتيب العالمى، لينتقل الصراع الاقتصادى والتجارى إلى حلقة جديدة من حلقات إحكام القبضة على المفاتيح الاقتصادية والثروات والمواد الخام، فبشكل متزامن مع الحروب التجارية والتعريفات الجمركية والإجراءات الحمائية، التى تدور رحاها حالياً بين واشنطن وبكين، وتتداخل معها القوى الاقتصادية الكبري، تدور حرب المعادن النفيسة، مما يجعل ثروات الدول فى مهب ريح تجارية عاتية.
«القوى العظمى» تتسابق للسيطرة على كنوز المعادن النادرة
أمريكا تحمى إمداداتها الصناعية بمخزونات أوكرانيا وجرين لاند
المعادن النادرة، من أكثر الموارد الطبيعية التى تشعل التنافس بين الدول، نظرًا لقيمتها الاقتصادية العالية، واستخداماتها المتعددة فى الصناعات التكنولوجية والطبية والمالية، فهى لا تُستخدم فقط فى صناعة المجوهرات والعملات، بل تدخل أيضًا فى تصنيع الأجهزة الإلكترونية الدقيقة، وأجهزة الطاقة المتجددة، ومكونات السيارات، وهذا التنافس على تأمين أكبر قدر ممكن من هذه الموارد، يعكس أهمية استراتيجية للمعادن النادرة، ويدفع العديد من الدول إلى الاستثمار فى التنقيب والتخزين وحتى السيطرة على سلاسل الإمداد الخاصة بها.
اقرأ أيضًا| «الأراضي والمياه والبيئة» يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر
وأصبحت المعادن النادرة، ورقة ضغط تستخدم فى الحروب الاقتصادية الحالية، مثلما فعلت الصين حينما أوقفت تصدير بعض المعادن النادرة للولايات المتحدة، رداً على تعريفات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجمركية، وهى المعادن التى تستخدمها الولايات المتحدة فى عدد من الصناعات الإلكترونية والحيوية.
اقرأ أيضًا| وزيرة البيئة تستعرض جهود مصر في إدارة مواردها الطبيعية
إحصاءات
وكشفت إحصاءات شركة «ستاتستا» المتخصصة فى الإحصاءات، عن أكثر الدول الأكثر امتلاكاً للمعادن النادرة فى العالم فى 2024، وجاءت الصين فى صدارة الترتيب العالمى فى احتياطيات وإنتاج المعادن النادرة، حيث تمتلك 44 مليون طن، فى المقابل، تعتمد الولايات المتحدة، التى تمتلك احتياطيات تبلغ 1.9 مليون طن، بشكل كبير على الواردات الصينية من هذه المعادن، وجاءت البرازيل فى المرتبة الثانية والهند فى المرتبة الثالثة، حيث تمتلك البرازيل 21 مليون طن، والهند 6.9 مليون طن، كما تمتلك أستراليا، احتياطيات تصل إلى 5.7 مليون طن، وتمتلك روسيا 3.8 مليون طن، أما فيتنام 3.5 مليون طن، ورينلاند 1.5 مليون طن.
ورغبة فى امتلاك المزيد من المعادن النادرة، فإن الولايات المتحدة قدمت عرضاً لشراء جزيرة جرين لاند، التى تتبع الدنمارك إلا أن هذا العرض قوبل بالرفض إلا أن أمريكا مصرة على السيطرة على هذه الجزيرة، التى تمثل مخزوناً هاماً من المعادن النادرة ، التى تغذى عدداً من الصناعات الهامة فى مجال التكنولوجيا والبرمجيات والصناعات الدقيقة مثل الرقائق الإلكترونية، كما أن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقاً مع أوكرانيا للسيطرة على المعادن النادرة بها، يتضمن إنشاء صندوق مشترك تساهم فيه أوكرانيا والولايات المتحدة، ويضمن للأخيرة سيطرة على جزء من معادن أوكرانيا.
تحالفات «صينية - أمريكية» مع الدول المنتجة لتعزيز الإمدادات
فى السنوات الأخيرة، تصاعد الصراع الاقتصادى والتكنولوجى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وأحد أبرز مظاهره، هو التنافس على السيطرة على المعادن الأرضية النادرة، لما لها من أهمية استراتيجية فى الصناعات التكنولوجية والدفاعية، وتتمثل أسباب الصراع فى التحكم فى سلاسل الإمداد العالمية، حيث تمتلك الصين أكبر قدرة إنتاجية لمعادن نادرة تدخل فى صناعة «الهواتف الذكية، السيارات الكهربائية، الأسلحة المتطورة، وأجهزة الطاقة المتجددة»، وتعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الواردات من الصين فى هذا المجال، مما يشكل خطرًا استراتيجيًا فى حال نشوب أى صراع أو عقوبات.
ويعد الصراع على المعادن النادرة من أدوات الضغط السياسى والاقتصادي، ففى أكثر من مرة، لمّحت الصين بإمكانية تقليل أو منع تصدير المعادن النادرة لأمريكا كرد فعل على عقوبات اقتصادية أو قرارات سياسية، لذلك تسعى أمريكا لتقليل اعتمادها على الصين وتطوير مصادر بديلة.
ويعد السباق نحو الريادة التكنولوجية من أسباب الصراع حوّل المعادن النادرة، حيث تعد أساسية فى صناعة الرقائق الإلكترونية، وتتصارع الصين وأمريكا على هذا القطاع، وأى طرف يضمن له الوصول الحر والمستدام لهذه الموارد يمتلك الأفضلية فى سباق الذكاء الصناعى والتكنولوجيا.
وعملت الولايات المتحدة على إطلاق خطط لتأمين المعادن الحيوية، من خلال إنشاء تحالفات مع دول مثل «أستراليا و كندا»، ودعم مشاريع التعدين المحلي، وتمويل أبحاث لإعادة تدوير المعادن النادرة، وفرض قيود على تصدير تقنيات الرقائق إلى الصين.
كما عملت الصين على الاستثمار بشكل ضخم فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية للحصول على مصادر إضافية للذهب والليثيوم والمعادن الأرضية، كما دعمت شركاتها الوطنية للسيطرة على مناجم استراتيجية خارج البلاد، وفرضت قيود تصدير على بعض المعادن مثل الغاليوم و الجرمانيوم، كنوع من الرد على العقوبات الأمريكية.
15 تريليون دولار ثروات «أوكرانيا» من معدنها النفيس
تساهم المعادن النادرة بشكل أساسى فى تقدم الصناعات التكنولوجية والطاقات المتجددة والدفاع العسكري، وفى ظل المنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى، أصبحت أوكرانيا محط أنظار العديد من الدول، نظرًا لما تمتلكه من احتياطات ضخمة من المعادن، التى تلعب دورًا محوريًا فى صناعة المستقبل.
وأعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق تاريخى مع أوكرانيا يقضى بتقاسم الولايات المتحدة الإيرادات المستقبلية الناتجة عن احتياطات أوكرانيا من المعادن النادرة بعد مفاوضات طويلة الأجل بين البلدين، وينص الاتفاق بين البلدين على إنشاء صندوق إعادة الاستثمار بين البلدين، وتساهم الولايات المتحدة فى تمويل الصندوق، ويتم تمويله من خلال تراخيص النفط والغاز والمعادن الأساسية الأوكرانية الجديدة .
وقلل بعض الخبراء من أهمية هذه الشراكة «الأمريكية-الأوكرانية»، حول استغلال المعادن النادرة، وذلك لوقوع أغلب الاحتياطات الأوكرانية منها فى مناطق متنازع عليها مما يجعل التنقيب والبحث عنها محفوف بالمخاطر.
وتتمتع أوكرانيا بثروات هائلة من المعادن النادرة والموارد الطبيعية، التى يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا فى الاقتصاد العالمي، خاصةً المعادن التى تُستخدم فى صناعة «الأجهزة الإلكترونية، السيارات الكهربائية، الطاقات المتجددة، والأسلحة الذكية»، ومن أبرز المعادن التى تمتلكها أوكرانيا هى التيتانيوم ، حيث تُعد أوكرانيا واحدة من أكبر منتجى التيتانيوم فى العالم، والليثيوم، والذى يدخل فى صناعة البطاريات الكهربائية للسيارات والأجهزة الإلكترونية، واليورانيوم، الذى يعد موردًا حيويًا فى صناعة الطاقة النووية.
ووفقاً لتقرير مجلة « فوربس» تُقدّر القيمة السوقية لهذه الثروات بما يتجاوز 15 تريليون دولار، ما يجعل أوكرانيا واحدة من أغنى دول العالم فى الموارد المعدنية.
«معلومات الوزراء»: إفريقيا تدعم مستقبل الطاقة المستدامة
تحويل»القارة السمراء» إلى مركز تنافسى للتصنيع الأخضر
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على أحدث التقارير الدولية، التى تتناول المعادن الحيوية فى القارة الإفريقية، حيث أشار التقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» فى هذا الصدد، والذى يوضح أن الثروة المعدنية الوفيرة فى القارة تمثل فرصة لتعزيز الإيرادات للحكومات وتمويل التنمية وتحسين مستويات المعيشة.
وأوضح التقرير، أن الرواسب الهائلة فى إفريقيا من المعادن الحيوية اللازمة لتحول الطاقة العالمية، مثل «الكوبالت والنحاس والليثيوم»، يمكن أن تدعم مستقبل الطاقة المستدامة، حيث إن الكوبالت والمنجنيز والجرافيت والليثيوم ليست مجرد عناصر فى الجدول الدورى فحسب، بل يمكن أن تكون بمثابة اللبنات الأساسية لعصر جديد، لتزويد المنازل بالطاقة وقيادة السيارات، وغيرها من العمليات اليومية، علاوة على ذلك، فإنها تعد بمثابة محفزات للثورة الخضراء ، التى يمكنها انتشال الملايين من الفقر وجعل العالم أكثر عدالة.
وأشار التقرير، إلى ضرورة تبنى نموذج جديد يعطى الأولوية لتعزيز القيمة المضافة من الموارد المحلية، وتحقيق التكامل الإقليمي، وتمكين المجتمعات المحلية.
وأضاف المركز، أنه بحسب التقرير، فإن تعزيز القيمة المضافة للمعادن الحيوية فى إفريقيا يمكن أن يجعل القارة مركزًا تنافسيًّا للتصنيع الأخضر، وهذا من شأنه أن يؤدى إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة وكهربة أنظمة النقل فى القارة، وتوفير فرص عمل لائقة وجعل إفريقيا مركزًا تنافسيًّا للتصنيع الأخضر.
ودعا التقرير إلى العدالة والمساواة، فى كيفية تسخير المعادن فى تحول الطاقة العالمى والدفع نحو التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن طفرة التعدين التى لا تحقق فوائد للجميع فى جميع أنحاء المجتمع، سوف تعيد العالم إلى الخلف مرة أخرى.
وشدد التقرير على أن تسخير المعادن الحيوية لتحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا سيتطلب نهجًا مختلفًا واستراتيجيًّا فى صنع السياسات لوضع القارة كقطب جديد للنمو العالمي، وبالإضافة إلى مزيج السياسات الصحيح، فإن الأمر يتطلب أيضًا هيكلًا وأنظمة دولية عادلة، خاصة فيما يتعلق باللوائح والقواعد.
وأوضح التقرير، أن إفريقيا تعد موطنًا لاحتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية اللازمة لتحول الطاقة فى العالم، حيث تمتلك حوالى 55% من الكوبالت، و47.65% من المنجنيز، و21.6% من الجرافيت الطبيعي، و5.9% من النحاس، و5.6% من النيكل، و1% من الليثيوم، و0.6% من الحديد الخام على مستوى العالم.
ولفت إلى أنه على الرغم من الاحتياطيات الكبيرة من المعادن الحيوية فى إفريقيا، فإن القارة لم تغتنم بعد الفرص بالكامل التى توفرها ثرواتها من الموارد الطبيعية، وتشير التقديرات إلى أن البلدان الإفريقية لا تولد سوى نحو 40% من الإيرادات، التى يمكنها تحصيلها من هذه الموارد، وفى ظل الأزمات العالمية الحالية، والحيز المالى المحدود، والنمو البطيء، تحتاج البلدان الإفريقية إلى تعظيم الفوائد المالية والإنمائية لهذه الموارد.
وفى أبريل 2025، أعلنت الحكومة الأوكرانية توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة تمهيدًا لاتفاق استثمارى واسع يهدف إلى تطوير قطاع المعادن والتعدين فى أوكرانيا، وبموجب الاتفاق، ستقوم الشركات الأمريكية بالاستثمار فى مشروعات التعدين الأوكرانية، وخاصة فى استخراج المعادن النادرة.
ووفقا لتقرير المركز الدولى للدراسات والتقارير الدولية، فقد أثارت هذه الصفقة جدلاً واسعًا داخل أوكرانيا، حيث اعتبرها البعض وسيلة لاستغلال الأزمات السياسية والاقتصادية، مما قد يعرض سيادة أوكرانيا للخطر، وهناك بعض المخاوف من أن الصفقة قد تضر بمصالح الأوكرانيين على المدى الطويل.
إفريقيا منجم «اليورانيوم» العالمى
سيطرة أمريكية ألمانية إيطالية على مخزون الذهب
جهود مصرية لجذب استثمارات التنقيب عن «المعدن الأصفر»
تقرير مجلس الذهب العالمى عن الدول التى تمتلك احتياطيات الذهب:
وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، فإن أكبر الدول، من حيث احتياطى الذهب، حتى الربع الثالث من عام 2024 ، هى الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وروسيا وفرنسا والصين وسويسرا واليابان والهند.
وفيما يتعلق بملكية المعادن النادرة ومنها بالبلاتين، فإن جنوب إفريقيا، هى الدولة المسيطرة عالميًا على احتياطيات البلاتين، حيث تمتلك أكثر من 90% من الاحتياطى العالمي.
وتعد إفريقيا، من أكثر القارات امتلاكا لليورانيوم فى العالم، وهو الذى يدخل فى الصناعات النووية، إضافة إلى أن دول القارة، تعد منجماً ضخما لباقى المعادن النادرة من الذهب والألماس والليثيوم.
ووفقاً لمنصة « بيزنس أفريكا «، تمتلك خمس دول إفريقية أكبر احتياطى يورانيوم فى العالم، وهو ما يعنى أن إفريقيا هى منجم للثروات، وذلك وفقاً لمنصة «بيزنس أفريكا»، فإن الدول الغنية باليورانيوم فى القارة «ناميبيا وجنوب إفريقيا والنيجر وبوتسوانا وتنزانيا»، والتى تساهم مجتمعة بشكل كبير فى إنتاج اليورانيوم العالمي.
وتُعد ناميبيا واحدة من أكبر منتجى اليورانيوم فى العالم، حيث تقدر احتياطياتها بنحو 470 ألف طن، مما يجعل ناميبيا لاعباً حاسماً فى صناعة الطاقة النووية.
أما البلاديوم فإنه وفقا لتقرير هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية 2024، فإن الدول الرائدة فى احتياطى البلاديوم هى روسيا وجنوب إفريقيا .
وعلى الصعيد المحلي، فإن مصر تعد دولة واعدة فى مجال المعادن النادرة، وخاصة الذهب مع اكتشاف منجم السكرى والذى يعد من أكبر مناجم الذهب العالمى وتعمل الحكومة المصرية على جذب الاستثمارات العالمية للاستكشاف والتنقيب فى هذا القطاع، من خلال المزايدات التى تطرحها الهيئة العامة للثروة المعدنية.
«خبراء»: الصراع القادم من النفط إلى المعادن
«كواشى»: 17 معدناً للصناعات الاستراتيجية.. «زرعى»: محرك رئيسى للسياسات الاقتصادية
أكد خبراء، أن الصراع الاقتصادى فى السنوات المقبلة بين القوى الكبري، سينتقل من الصراع على النفط والطاقة إلى الصراع على المعادن النادرة، التى تدخل فى صناعات متطورة وتكنولوجية وسينتقل الصراع من مناطق الشرق الأوسط إلى ساحات أخرى تتواجد فيها مخزونات هذه المعادن، كما هو الحال فى بعض الدول الإفريقية وأمريكا الجنوبية ، وأن الصراع «الأوكرانى-الروسى - الأمريكي»، هو حلقة من سلسلة ستمتد خلال السنوات المقبلة.
وأكد د. مراد كواشى، الخبير الاقتصادي، أن الصراع سينتقل خلال السنوات المقبلة من الصراع على النفط والغاز إلى المعادن النادرة باعتبارها مواد أساسية للصناعات الاستراتيجية وهى حوالى 17 معدناً تستخدم فى صناعات «الهواتف والسيارات الكهربائية وأنظمة توجيه الصواريخ والإلكترونيات»، وما يزيد من أهميتها تواجدها بكميات محدودة على سطح الأرض واستخراجها وتنقيتها مكلف ويتطلب تكنولوجيا خاصة..
وأوضح أن أوكرانيا تمتلك رواسب لحوالى 22 معدناً نفيساً من أصل 34 معدناً، طبقا لتصنيفات الاتحاد الأوروبي، من أهمها الليثيوم والجرافيت، وتشير الإحصائيات إلى أنها تمتلك 500 ألف طن من الليثيوم و20٪ من إنتاج الجرافيت عالمياً، وهو مكون أساسى لمحطات الطاقة النووية، ولذلك فإن الصراع «الأمريكى - الروسي» على أوكرانيا من بين أسبابه الرغبة الأمريكية فى السيطرة على معادن أوكرانيا..
وأضاف أن السيطرة على المعادن النادرة فى أوكرانيا، هى جزء من الصراع «الصينى - الأمريكي» اقتصادياً، خاصة أن الصين تصدر ب3.7 تريليون دولار وتصدر الولايات المتحدة الأمريكية ب3 تريليونات دولار، كما أن الصين تمتلك المقدار الأكبر من المعالجة للمعادن النادرة، فحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الصين تكرر من 50 إلى 70% من الليثيوم والكوبالت عالمياً.
وكشف أنه ما يقلق الرئيس الأمريكى ترامب، أن الصين تمثل مورده المهم للمعادن النادرة، التى تصدر للولايات المتحدة الأمريكية، فلقد صدرت الصين فى الفترة من 2014 إلى 2017 نحو 80% من احتياجات أمريكا من المعادن النادرة، كما أن المنافسة بين الصين وأمريكا ليست على المعادن النادرة فى أوكرانيا فقط، ولكنها تمتد إلى أماكن أخرى فهناك منافسة بين البلدين على الليثيوم فى بوليفيا المناجم الكبار فى الكونغو الديمقراطية، وهو المعدن الذى يستخدم فى صناعة الرؤوس الحربية.
من جانبه، قال أسامه زرعي، المدير الإقليمى لإحدى شركات صناعات وتجارة الذهب، إن الصراع على المعادن النادرة أصبح المحرك الرئيسى للسياسات الاقتصادية وخاصة الذهب، وأشار إلى أن السيطرة الكاملة على الاحتياطيات من الذهب كانت أحد العوامل الرئيسية التى أشعلت توسع مشتريات الذهب، إلا أنها ليست السبب الوحيد إذ يلعب مخاوف التضخم والتحوط الجيوسياسى الأوسع والمخاطر المحيطة بمستويات العجز الأمريكى وصنع السياسات دورًا رئيسيًا أيضًا، وأضاف أن البنوك المركزية زادت حصتها النسبية من حيازات الذهب، خلال العامين الماضيين، فقد ارتفعت حيازات السبائك والعملات المعدنية وصناديق الاستثمار المتداولة وبعض العقود بنسبة 3% على أساس سنوى فى عام 2024، لتصل إلى حوالى 49٫400 طن وهو مخزون يهيمن عليه إلى حد كبير حوالى 45٫400 طن، يحتفظ بها مستثمرو القطاع الخاص على شكل سبائك وعملات معدنية.
وبين أنه وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، ومع ارتفاع الأسعار العام الماضي، ارتفعت القيمة الأسمية لهذه الحيازات بنسبة 31% على أساس سنوى لتصل إلى 4.2 تريليون دولار.
مصر: احتياطيات مهمة لمعادن استراتيجية والرمال السوداء رهان المستقبل
أشارت العديد من التقارير الدولية والمحلية إلى أن مصر تمتلك مستقبلًا واعدًا فى ظل امتلاكها لاحتياطيات هامة من المعادن النادرة، فضلًا عن وجود الرمال السوداء التى تُشكّل ثروة كبيرة لدعم عدد من الصناعات الحيوية.
فقد كشف تقرير صدر هذا العام عن وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن عن تصدُّر مصر لقائمة دول العالم فى احتياطيات معدن (الثوريوم) ، الذى يُعتبر بديلًا واعدًا ل(اليورانيوم) فى الصناعة النووية، وأشار التقرير إلى أن مصر تمتلك احتياطيات تُقدَّر بنحو 380 ألف طن من هذا المعدن الاستراتيجي، متقدمةً بذلك على تركيا (374 ألف طن).. ووفقًا للتقرير المشترك بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، فإن (الثوريوم-232) هو النظير الطبيعى الوحيد لهذا المعدن الفضي، الذى يتواجد بكميات ضئيلة فى معظم الصخور والتربة، وعند تحلُّله، ينتج كميات صغيرة من نظائر أخرى مثل الثوريوم-228 و230 و234، لينتهى به المطاف كرصاص-208.
ويزداد أهمية هذا المعدن مع السعى العالمى لتطوير مفاعلات الجيل الرابع، التى تُعد أكثر أمانًا وكفاءة فى استخدام الوقود النووي، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستفادة من هذه الثروة الطبيعية التى تزخر بها المنطقة العربية.
وتمتلك مصر حوالى 7% من مخزون العالم من معدن (الثوريا)، الموجود فى الرمال بمدينتى رشيد ودمياط، كما تحتوى الرمال السوداء على مادة (الثوريوم) ، التى تصلح للاستخدام كوقود نووى للمفاعلات، مما يجعلها وقودًا مستقبليًا حيويًا.
وفى تقرير رسمى صدر بعنوان «الرمال السوداء... ثروة وطنية تُعيد مصر اكتشافها» عن مركز معلومات مجلس الوزراء، وُضِّح أن مصر من أكثر الدول العربية ثراءً فى امتلاك الرمال السوداء على طول ساحلها الشمالي، من رشيد إلى رفح بطول 400 كم، كما تمتلك مصر 11 موقعًا للرمال السوداء، تتوافر بها 8 أنواع من المعادن الثقيلة، ويُقدَّر العائد المتوقع لمصر من موقع واحد بأكثر من 255 مليون جنيه سنويًا، بينما يُقدَّر الاحتياطى الجيولوجى بنحو 1.3 مليار متر مكعب، موزعة على أربع مناطق رئيسية فى محافظات البحيرة، ودمياط، وكفر الشيخ، وشمال سيناء.
وتبرز الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء لاحتوائها على معادن مثل الزركون، والمونازيت، والماجنتيت، والروتيل، والألمنيت، والجارنت، وفى هذا الإطار، يمكن حصر عدد من الصناعات الحيوية التى تدخل فيها الرمال السوداء، مثل:
- صناعة هياكل الطائرات، والسيارات، والصواريخ، والغواصات، والمركبات الفضائية.
- الأجهزة التعويضية، وأنابيب البترول، ومواد الإشعاع النووي.
- العربات المصفحة والحربية، وقضبان السكك الحديدية.
- صناعة السيراميك، والبلاط، ومواد الصنفرة، والأرضيات عالية التقنية.
- صناعة الكريستال، والزجاج، والمعدات الرياضية، ومستحضرات التجميل.
وفى عام 2019، صدَّق الرئيس عبد الفتاح السيسى على القانون رقم 8 لسنة 2018، الذى يُفوِّض وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للتعاقد مع هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء؛ لاكتشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية والمنتجات الثانوية المستخرجة من الرمال السوداء، تمهيدًا لاستغلالها اقتصاديًّا فى جميع أنحاء الجمهورية.
أشارت العديد من التقارير الدولية والمحلية إلى أن مصر تمتلك مستقبلًا واعدًا فى ظل امتلاكها لاحتياطيات هامة من المعادن النادرة، فضلًا عن وجود الرمال السوداء التى تُشكّل ثروة كبيرة لدعم عدد من الصناعات الحيوية.
فقد كشف تقرير صدر هذا العام عن وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن عن تصدُّر مصر لقائمة دول العالم فى احتياطيات معدن (الثوريوم)، الذى يُعتبر بديلًا واعدًا ل(اليورانيوم) فى الصناعة النووية، وأشار التقرير إلى أن مصر تمتلك احتياطيات تُقدَّر بنحو 380 ألف طن من هذا المعدن الاستراتيجي، متقدمةً بذلك على تركيا (374 ألف طن).
ووفقًا للتقرير المشترك بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، فإن (الثوريوم-232) هو النظير الطبيعى الوحيد لهذا المعدن الفضي، الذى يتواجد بكميات ضئيلة فى معظم الصخور والتربة، وعند تحلُّله، ينتج كميات صغيرة من نظائر أخرى مثل الثوريوم-228 و230 و234، لينتهى به المطاف كرصاص-208.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.