غزة - وكالات الأنباء: من دون مراسم احتفالية، استعدت حركة حماس فى قطاع غزة أمس لإطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأمريكى عيدان ألكسندر، 21 عاما، فى حين أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلى مجازره فى القطاع بشكل مؤقت لتأمين ممر إنسانى لخروج الأسير. ووفقا لعائلة الجندى الأسير فسوف يسافر ألكسندر وعائلته إلى قطر للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وكان ترامب قد رحب فى وقت سابق على حسابه على موقع «تروث سوشيال» بالإفراج عن الكسندر ووصف الأمر بأنه «أخبار عظيمة»، وقال إنه «ممتن لكل من شارك فى عمل هذه الأخبار العظيمة.. هى بادرة اتخذت بحسن نية تجاه الولاياتالمتحدة وجهود الوساطة، قطر ومصر، لوضع حد لهذه الحرب الوحشية للغاية وإعادة جميع الرهائن الأحياء والرفات إلى أحبائهم». وأكد المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، فى تصريحات أدلى بها ل»إن بى سي»: أن «إطلاق سراح ألكسندر بادرة حسن نية، تجاه الرئيس ترامب، وهذه لحظة مهمة يعود الفضل فيها للرئيس». وعلقت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من الدوائر الحكومية فى تل أبسب إن إطلاق سراح ألكسندر تم عبر مفاوضات أمريكية مباشرة مع «حماس». لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال أمس إن الإفراج المتوقع عن ألكسندر جاء نتيجة الضغط العسكرى المكثف الذى تمارسه القوات الإسرائيلية على حركة حماس فى قطاع غزة، وليس ضمن أى صفقة تبادل أو تفاهم سياسى. وألكسندر هو المواطن الأمريكى الوحيد على قيد الحياة بين 59 رهينة تحتجزهم حركة «حماس». وإلى جانب الكسندر، يعتقد بوجود نحو 20 فقط من الأسرى ما زالوا على قيد الحياة، حالة ثلاثة آخرين منهم غير واضحة، وأربعة من الأسرى القتلى مواطنون أمريكيون. ونشأ الجندى الأسير لدى حماس، فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية وتطوع للانضمام إلى الجيش الإسرائيلى بعد تخرجه من المدرسة الثانوية. ووصلت عائلته أمس الى إسرائيل قادمة من الولاياتالمتحدة برفقة مبعوث الرئيس ترامب لشئون الأسرى آدم بولر للقاء ابنهم. وكانت حركة «حماس» أعلنت أنها ستفرج عن ألكسندر فى إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويعتقد أن إطلاق سراح ألكسندر هو أيضا لفتة من «حماس» للرئيس الأمريكى الذى يبدأ اليوم جولة تشمل السعودية والإمارات وقطر ولا تضم زيارة إسرائيل. ونقلت تقارير محلية فلسطينية عن مسئول كبير فى حماس، لم تسمه، بأن الحركة نُصحت «بإعطاء الرئيس ترامب هدية وفى المقابل سيقدم لهم هدية أفضل». وفى سياق متصل قال مسئول من وفدى الوسطاء إن حماس تلقت تأكيدات من إدارة ترامب عبر وسطاء مصريين وقطريين بأن إطلاق سراح الجندى ألكسندر من شأنه أن يدفع المفاوضات لصالح الحركة، بما فى ذلك إنهاء الحرب. وباستثناء التوقف المؤقت شنت اسرائيل مجددا عدوان الرعب والإرهاب الذى تمارسه على مدى يزيد على العام ونصف العالم بحق أهالى غزة العزل. وواصلت طائرات الاحتلال لقصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 56 لعودة الحرب. واستشهد وأصيب العشرات أمس جراء قصف مدرسة «فاطمة بنت أسد» فى جباليا البلد شمال غزة، والتى كانت تؤوى عائلات نازحة، من بينهم نساء وأطفال. واقتربت حصيلة الشهداء الفلسطينيين من 53 ألفا ثلثيهم من النساء والأطفال. وتحدثت تقارير عن تدمير الجيش الإسرائيلى معظم أحياء ومخيمات مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إذ لم يتبق سوى 20% من مبانى المدينة قائمة فى مناطق محدودة. ولا تكتفى إسرائيل بالقصف العنيف فقط، بل تستمر فى إعاقة دخول المساعدات، مما يحرم الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة.