لا أدرى لماذا أشعر بأن بعض علماء الدين يعيشون فى عالم آخر موازٍ لعالمنا...أغلقوه عليهم، اعتقادًا منهم بأن عالم الدين لا يناقش لأنه رجل دين أضفى عليه علمه هالة من القداسة جعلته فى مكانة من يتكلم فيصبح كلامه أمرًا لا يرد ! سيدى عالم الدين الناس اليوم يعيشون واقعًا مؤلمًا يقتل فيه بعض الإخوة بعضهم نزاعًا على الميراث، ويلقى الأعمام ببنات أخيهم المتوفى وزوجته فى الشارع لإصرارهم على بيع شقته التى تركها ليحصلوا على نصيبهم من الميراث، ولا يعنيهم ما سيعانيه بنات الأخ المتوفى، ولذلك يلجأ الكثير من الآباء لكتابة ممتلكاتهم بيعًا وشراءً لبناتهم حتى لا يعانين الأمرين بعد وفاة الاب، من أعمام وعمات ملأت القسوة قلوبهم. نحن اليوم فى أشد الحاجة لعلماء دين أفاضل يمتلكون سماحة الدكتور عبد الله شحاتة رحمه الله، ليشرحوا للناس ما هو الحلال وما هو الحرام بوضوح دون لبس، ودون إصدار تعليمات مباشرة بأن الأوامر الإلهية واضحة ولا اجتهاد مع نص...لأننا نواجه اليوم حالات مختلفة بعضها يرى أن من حقه التصرف فى أملاكه قبل وفاته، والبعض يرى أن كل ما يملكه الإنسان هو حق لورثته ولا يجوز له التصرف فيه ولا يملك الحرية لذلك رغم أنه على قيد الحياة. وإذا كنا اليوم فى حاجة لنفس سماحة وبشاشة وعلم الدكتور عبد الله شحاتة الذى لن يعود بشخصه لأنه فى رحمة الله، فليت الأزهر الشريف يصدر لنا علماء دين على شاكلته، يشرحون بالتفصيل كل حالة على حدة، ويزيلون اللبس فى قضايا الأسرة والميراث، بروح وسماحة الدين لا بعصبية العالم الذى لا يناقش من هم أدنى منه علمًا ودينًا، وكفانا فتاوى جاهلة وفتاوى متعصبة من بعض الملتحفين والمتاجرين بعباءة الدين.. فنحن اليوم أحوج ما يكون لمن يتعامل مع همومنا بالرفق واللين، لا بغلظة القلب والتجهم. افتونا... يرحمكم الله