شهدت العلاقات الثنائية بين مصر واليونان تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، وتوجت بالزيارة الرسمية الأخيرة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أثينا.. خلال هذه الزيارة، تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنسيق السياسى وضمان الاستقرار الإقليمى، خاصة فى منطقة شرق المتوسط، وذلك فى ظل التحديات الجيوسياسية المستمرة، بما فى ذلك الحرب فى غزة. أحد أبرز نتائج الزيارة كان تجديد الالتزام بمشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان، والذى يهدف إلى نقل الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من شمال إفريقيا إلى أوروبا عبر كابل بحرى.. هذا المشروع، الذى يدعمه الاتحاد الأوروبى، يُتوقع أن يكون جاهزًا خلال خمس سنوات، ويُعتبر خطوة استراتيجية نحو تنويع مصادر الطاقة فى أوروبا. بالإضافة إلى الطاقة، تم توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون فى مجالات الدفاع، المالية، والثقافة. كما تم الاتفاق على تسهيل توظيف العمالة الموسمية المصرية فى اليونان، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادى والاجتماعى. فى مجال السياحة، تم التأكيد على أهمية الترويج المشترك للمقاصد السياحية وتعزيز السياحة الثقافية والبيئية بين البلدين. فى المؤتمر الصحفى الثنائى أكد الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس على أهمية احترام القانون الدولى والعمل المشترك لتعزيز السلام فى المنطقة. كما ناقشا قضايا الهجرة، حيث تم الإشادة بجهود مصر فى الحد من الهجرة غير النظامية وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فى هذا المجال، خاصة فى ظل الضغوط المتزايدة على دول الاتحاد الأوروبى. تمثل الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى إلى اليونان خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون فى مجالات متعددة، بما يسهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية فى المنطقة.