رصدت صحيفة الجارديان البريطانية في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء مظاهر تقطع سُبل الحياة في قطاع غزة وعدم دخول أي مساعدات غذائية أو طبية منذ تسعة أسابيع إلى القطاع المحاصر، حيث استولت القوات الإسرائيلية على نحو 70% من مساحة القطاع، إما كمناطق عسكرية عازلة أو كمناطق محظورة على المدنيين، مما أجبر 2.3 مليون فلسطيني، إلى جانب المنظمات الإنسانية، على التكدس في مساحات متقلصة لم تعد تُصنف كمناطق إنسانية. وأوضحت الجارديان أنه على مدار 18 شهرا من الحرب، لم تكشف إسرائيل سوى عن القليل من خططها المستقبلية بشأن غزة. غير أن مصادر إسرائيلية أعلنت مؤخرا أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم جديد يهدف إلى "احتلال غزة والسيطرة على أراضيها ". ويقول الفلسطينيون إن هذه الحملة العسكرية العنيفة والحصار غير المسبوق عليهم وإعلان إسرائيل نيتها "احتلال" القطاع و"البقاء الدائم فيه" تشير جميعها إلى هدف واحد وهو: ترحيل سكان غزة قسرا. ولا تزال القضية الفلسطينية ووضع اللاجئين الفلسطينيين قضية دولية معقدة،إذ يُشكل اللاجئون، أو أحفادهم، نحو 70% من سكان غزة، وقد تم تهجيرهم خلال حرب 1948. ◄ اقرأ أيضًا | استُشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة ويطالب نحو 5 ملايين فلسطيني حول العالم بحق العودة إلى منازلهم وأراضيهم الأصلية المحتلة، وهو المطلب الذي طالما رفضته إسرائيل، لكنه لا يزال مطلبا جوهريا. وعلى مدار عقود، أصرّ المجتمع الدولي على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في فبراير الماضي إن الخطة "الوحيدة القابلة للتطبيق" لغزة هي تهجير سكانها وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد وصفه. وقد وُصفت هذه الخطة على نطاق واسع بأنها مشروع لتطهير عرقي، ورفضتها مصر والأردن رفضا قاطعا . ورغم تراجع البيت الأبيض جزئيا عن هذا الطرح لاحقا، فإن القلق لا يزال قائما بشأن نوايا إسرائيل والدعم الأمريكي لها.