لا يوجد فى كرة القدم ما هو أهم من معدل أعمار يقل عن العشرين عامًا ويتوافر به عنصر الموهبة.. وفى عُرف تصنيف المنتخبات، يأتى منتخب الشباب بمثابة مستقبل الكرة فى بلده . واعتادت الكرة المصرية من حين إلى آخر ظهور جيل يخطف الأضواء ويُكمل المسيرة من خلال كأس الأمم الإفريقية التى تكون مفتاح التأهل للمونديال فى نفس المرحلة السنية .. وفى خضم منافسات كأس الأمم التى تقام منافساتها حاليًا فى مصر، يقدم منتخبنا - حتى الآن- أداءً صادمًا، من حيث الفاعلية الهجومية والأداء والنتائج .. وتعد الخسارة من سيراليون 4/1 فى الجولة الثانية أبلغ واصف ومعبر عما يقدمه منتخبنا حتى الآن . جمع المنتخب بقيادة المدرب أسامة نبيه وجهازه الفنى 4 نقاط من ثلاث مباريات، فاز بصعوبة على جنوب إفريقيا بهدف، ثم الخسارة من سيراليون وتعادل وأداء سلبى أمام زامبيا .. أما حساب النقاط والتأهل لربع النهائى، فالأمر مازال متاحًا ويستطيع منتخبنا التأهل إلا أنها يشوبها الصعوبة والعودة لما يُطلق عليه «حسبة برما». أما بالعودة لحصاد المباريات الثلاث، فتبين وتأكد أن منتخبنا لديه من اللاعبين الموهوبين ما يكفى، وهو جيل أقل ما يُوصف به أنه جيد وبه مواهب لن نقول حتى الآن رائعة، أو نصفه بالجيل الذهبى، إلا أنهم جيدون ومميزون . غاب عن المنتخب الترابط بين الخطوط رغم تتابع المباريات والتى كان من الطبيعى أن ترفع نسق الإيقاع والانسجام بين اللاعبين وهو ما لم يحدث حتى الآن. يعيب على لاعبى المنتخب الفردية الكبيرة فى الأداء، ينتاب من يشاهد شعور أن كل لاعب فى واد غير الآخر . أما اللياقة، فقد بدا فى المباراة الماضية أمام زامبيا أن اللاعبين يتساقطون فى آخر 15 دقيقة فلم يكن مفهومًا هذا بسبب تباعدهم مما يتسبب فى بذلهم لمجهود أكبر، أم خلل فى الأحمال . كان المنتخب موفقًا بألا يدخل مرماه أهداف فى مباراتى جنوب إفريقيا وزامبيا، إلا أن رباعية سيراليون كانت قاسية خاصة أن هناك هدفًا سُجل بطريقة فردية . كلها أمور بالطبع تخص الجهاز الفنى، وأسئلة لا يوجد وقت للرد فى ظل تواجد فرصة أخيرة يوم الجمعة أمام تنزانيا، وفى حال الاستمرار فى البطولة قد تتغير الأمور كلها، أداءً ونتيجة وتقييما .