ياسين الآن فى حاجة لدعم نفسى وعلاج متخصص لإعادة تأهيله نفسياً للاندماج فى الحياة والاستمتاع بطفولته وشبابه.. وهنا يأتى دور المجلس القومى للأمومة والطفولة. الحمد لله.. حق ياسين رجع.. حتى وإن طال الأمد لأكثر من 14 شهرا تقريبا. ارتاحت نفس أمه وهدأت غضبة الرأى العام بعدما قضت محكمة جنايات دمنهور بمعاقبة العجوز المتصابى «79 عاما» الذى اغتال براءة ياسين - منذ كان فى الخامسة من عمره وحتى تجاوز السادسة- مرتين أسبوعيا بالأشغال الشاقة المؤبدة بعدما وافق النائب العام على إعادة فتح التحقيق فى القضية بعد حفظها مرتين خلال ال14 شهرا الماضية لعدم كفاية الأدلة.. شكراً للنائب العام. صحيح أنه ما زال أمام المتهم فرصة لاستئناف الحكم.. لكن الاستئناف لا يوقف تنفيذ الحكم، فقد أحيل المتهم فور صدور الحكم إلى السجن لتنفيذ العقوبة.. وفى مثل هذه الحالات أقصى ما يمكن أن يحصل عليه تخفيف الحكم مراعاة لكبر سنه الذى لم يأخذه فى الحسبان وهو يقدم على هذه الفعلة الشنعاء. لا أريد أن أدخل فى تفاصيل ما فعله هذا العجوز المتصابى ومن حاولوا مساعدته على إخفاء جريمته لأنه شيء مقزز يدعو للغثيان والرأى العام أصبح على علم بكل التفاصيل.. لكن المهم الآن كيف نضمن ألا يفلت من العقاب من حاولوا مساعدته على إخفاء جريمته.. ومن أقصدهم معروفون.. مديرة المدرسة التى تمسكت برفض الحديث مع الإعلامية لميس الحديدى بحجة أن هذه تعليمات الوزير حتى صدور حكم نهائى فى القضية.. صحيح أن الوزير بادر فور صدور الحكم بنقل مديرة المدرسة من منصبها.. لكنها أصيبت بحالة نفسية سيئة حسبما صرح المحامى الخاص بها وتم نقلها بالطائرة إلى مطار القاهرة للسفر إلى الولاياتالمتحدة لتلقى الرعاية الصحية المناسبة! هناك أيضا المعلمة التى كانت أول من شكا إليها ياسين وظلت تهدئ من روعه وتؤكد عليه ألا يحكى أى شيء لوالدته حتى لا تتعرض لغضب وانتقام «المستر» الذى ارتكب هذه الفعلة الشنعاء مع ياسين. وأخيراً الدادة التى كانت تصطحب ياسين مرتين أسبوعيا من الفصل.. إلى حمام المدرسة ليختلى به «المستر» وبعد انتهاء الجريمة تغسل له وجهه وتعدل له ملابسه وتعيده إلى الفصل، وعندما لاحظت الأم بكاء الطفل وألحت عليه ليحكى لها وعرفت الحقيقة وقدمت بلاغا ضد المعتدى وبدأت التحقيقات فى أوائل العام الماضى 2024 وصلت محاولات الضغط عليها للتنازل عن بلاغها بإغرائها بتسليمها وزن الطفل ذهبا «30 كيلو» لكنها رفضت بالطبع. الآن.. لا يسعنى إلا أن أقدم كل التحية لأم ياسين التى تحلت بشجاعة منقطعة النظير ولم تخف ولم تتردد فى الإبلاغ عما تعرض له ابنها وقدمت الشكوى تلو الأخرى.. حتى بعد حفظ القضية أصرت على أن تصل جهودها إلى النائب العام شخصيا الذى لم يتردد فى اتخاذ القرار بإعادة فتح التحقيق فى بلاغ الأم بحثا عن حق ابنها وأمام محكمة جنايات دمنهور كانت الوقائع جاهزة وصدر الحكم من أول جلسة. صحيح أن القضية كانت منظورة منذ أوائل العام الماضى 2024 لكن قرار النائب العام وإعادة فتح التحقيق فى بلاغ الأم جاء بعد عرض مسلسل «لام شمسية» الذى فجر وناقش قضية هتك عرض الأطفال بمنتهى الجرأة والموضوعية وكان حديث الناس على مدى 15 يوما خلال شهر رمضان الماضي.. مثل هذا المسلسل سيشجع عشرات الأمهات بلا شك على عدم الخوف أو التردد فى الإبلاغ عن أى محاولة للتحرش بأبنائهن. شكراً لصناع مسلسل «لام شمسية» الكاتبة مريم نعوم وورشة الكتابة المعاونة والمخرج المتميز كريم الشناوى وفريق العمل الذين أدى كل منهم دوره على أعلى مستوى فلامس العمل قلوب الملايين وأحدث هذا الأثر الهائل فى المجتمع وما زال.. قضية ياسين لن تكون الأخيرة التى تأثرت واستفادت مما قدمه مسلسل «لام شمسية» من توعية مجتمعية لكل أسرة.. كيف تحمى أبناءها من أية محاولة لاغتيال براءتهم سواء لمجرد التحرش بهم أو اغتصابهم. ياسين الآن فى حاجة لدعم نفسى وعلاج متخصص لفترة طويلة لإزالة آثار ما تعرض له من ألم وخوف وقلق.. صحيح أنه تم نقله من المدرسة التى شهدت هذه الوقائع المؤسفة التى تعرض لها لكن الفترة القادمة مهمة جدا لإعادة تأهيله نفسيا لمعاودة الاندماج فى الحياة العامة والاستمتاع بطفولته وشبابه ونسيان تلك الذكريات المؤلمة التى مر بها.. وهنا أعتقد أن المجلس القومى للأمومة والطفولة لابد أن يكون له دور ويبادر بالاتصال بوالدة ياسين للاتفاق على بدء برنامج علاجه النفسى.. حفظ الله أطفالنا وأحفادنا جميعا.