في حوار خاص ل "بوابة أخبار اليوم"، أكد عبد المنعم الجمل رئيس اتحاد نقابات عمال مصر ورئيس الاتحاد المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ورئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، على الرؤية المستقبلية لاتحاد العمال في مواجهة التحديات الراهنة والاحتفال بإنجازات عيد العمال. خلال هذا الحوار، كشف الجمل عن أبرز الجهود التي يبذلها الاتحاد لدعم العمال في ظل التقلبات الاقتصادية، مُسلطًا الضوء على الإنجازات التشريعية التي تحققت مؤخرًا لتحسين بيئة العمل وتعزيز الحماية الاجتماعية. كما استعرض التحدي الأكبر المتمثل في مواكبة التكنولوجيا الحديثة وتأهيل العمال لوظائف المستقبل، مُثمنًا قرار القيادة السياسية برفع الحد الأدنى للأجور ومنحة العمالة غير المنتظمة كتقدير لجهودهم. وتناول الحوار أهم القضايا التي تشغل العمال حاليًا، وعلى رأسها الأجور العادلة وبيئة العمل الآمنة والتأمين الشامل، بالإضافة إلى استعداد الاتحاد للثورة الصناعية الرابعة من خلال برامج تدريبية متخصصة. كما قيم دور الحكومة المصرية في دعم العمال واقترح آليات لتعزيز هذا الدور، مُوضحًا رؤية الاتحاد لعلاقات العمل المستقبلية وجهوده تجاه العمالة غير المنتظمة وملف السلامة والصحة المهنية. وعلى الصعيد العربي، استعرض دور مركزية عمال العرب في تعزيز التعاون الإقليمي ونظرته لأوضاع العمال في ظل الظروف الراهنة ومستوى التعاون مع المنظمات الدولية، ليختتم الحوار بتطلعاته المستقبلية لعمال مصر والعالم العربي. اقرأ أيضا| خاص| اتحاد عمال مصر: الرئيس السيسي يكمل مسيرة التحرير بتنمية سيناء وإلى نص الحوار: - بدايةً، ونحن في هذه المناسبة الغالية بالإحتفالات بعيد العمال كيف تُهنئ عمال مصر والعالم العربي بمناسبة عيدهم؟ - "أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى عمال مصر الأبطال، وإلى إخوانهم في العالم العربي، بمناسبة عيد العمال. إنهم بحق قوام هذا الوطن وسنده المتين، وجهودهم وتضحياتهم هي الأساس الذي تقوم عليه مسيرة التقدم والازدهار. -وما هي الرسالة الأبرز التي توجهونها لهم في هذا اليوم التاريخي؟ - رسالتي لهم في هذا اليوم هي أن يفخروا بما قدموه ويُواصلوا العمل بجد وإخلاص، فهم صناع المستقبل وقادة التغيير." و أؤكد لهم انه رغم صعوبة الأوضاع.. نثق في قدرة العمال على الصمود والتطور" - في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة وتقلبات السوق العالمية، كيف يرى اتحاد عمال مصر ومركزية عمال العرب وضع العمال حاليًا؟ - "لا شك أن الوضع الاقتصادي الراهن يفرض تحديات كبيرة على عاتق العمال، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتغيرات السوق العالمية. ومع ذلك، فإن لدينا إيمانًا راسخًا بقدرة العمال المصريين والعرب على الصمود والتكيف مع هذه الظروف، بل والتطور واكتساب المهارات اللازمة لمواكبة هذه التغيرات." "تشريعات داعمة وتحسين بيئة العمل أبرز إنجازاتنا.. ومواكبة التكنولوجيا التحدي الأكبر" - وما هي أبرز الإنجازات التي حققها الاتحاد مؤخرًا لصالح العمال؟ -"من أبرز إنجازاتنا خلال الفترة الماضية المساهمة الفعالة في إصدار العديد من التشريعات التي تدعم حقوق العمال وتحسن من بيئة العمل وظروفها، بالإضافة إلى تعزيز الحماية الاجتماعية. - وما هي أهم التحديات التي لا تزال قائمة أمامكم؟ - التحدي الأكبر الذي يواجهنا حاليًا هو كيفية مواكبة التكنولوجيا الحديثة وتوفير فرص العمل اللائقة والمستدامة في ظل هذه التحولات المتسارعة." "رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المنحة - هل تعتبرون قرار الرئيس برفع الحد الأدنى للأجور ومنحة العمالة غير المنتظمة بمثابة هدية من القيادة السياسية للعمال في عيدهم؟ - "بالتأكيد، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي برفع الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه وزيادة منحة العمالة غير المنتظمة إلى 1500 جنيه هو بمثابة تكريم حقيقي وتقدير بالغ من القيادة السياسية لعمال مصر، وهذه القرارات تعكس اهتمام الدولة بدعم وتحسين أوضاع العمال، وتساهم بشكل مباشر في تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهلهم." قضايا وهموم العمال -و ما هي أهم القضايا التي تشغل العمال حاليًا والتي يسعى الاتحاد جاهدًا لإيجاد حلول لها؟ -"تتصدر قائمة اهتمامات العمال قضايا الأجور العادلة التي تتناسب مع جهودهم وتكاليف المعيشة، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية تضمن سلامتهم وكرامتهم، بالإضافة إلى توفير التأمين الصحي والاجتماعي الشامل الذي يحمي حقوقهم ومستقبلهم، وتعزيز الحقوق النقابية التي تُمكّنهم من التعبير عن مطالبهم والدفاع عن مصالحهم." "نُعد العمال لثورة الصناعة الرابعة ببرامج تدريبية متخصصة" - كيف يستعد الاتحاد لمواجهة التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة على مستقبل الوظائف؟ - "نحن ندرك تمامًا أهمية الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على سوق العمل. لذلك، نعمل حاليًا على إعداد وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تأهيل العمال وتزويدهم بالمهارات الرقمية والتكنولوجية اللازمة لوظائف المستقبل، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والتدريبية المتخصصة." تعزيز الحوار الاجتماعي وتوسيع مظلة الحماية" - ما هو تقييمكم لدور الحكومة المصرية في دعم العمال وحماية حقوقهم؟ -"نرى أن دور الحكومة المصرية في دعم العمال هو دور محوري وإيجابي، وهناك تعاون وتنسيق مستمر بين الاتحاد والحكومة في العديد من الملفات. وما هي المقترحات التي يتقدم بها الاتحاد لتعزيز هذا الدور؟ - إننا نؤكد على أهمية تعزيز الحوار الاجتماعي الثلاثي بين الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل كافة فئات العمال، وتفعيل آليات الرقابة لضمان تطبيق القوانين واللوائح العمالية." -كيف يرى الاتحاد شكل علاقات العمل في المستقبل في ظل المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية؟ -"تتمثل رؤيتنا في بناء علاقات عمل متوازنة ومستقرة وقائمة على الاحترام المتبادل والحوار البناء بين العمال وأصحاب الأعمال والحكومة. نؤمن بأن هذا النوع من العلاقات هو الضمان لتحقيق الاستقرار في سوق العمل وزيادة الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة." العمالة غير المنتظمة - تُولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالعمالة غير المنتظمة، فما هي جهود الاتحاد في هذا الملف؟ - "تعتبر العمالة غير المنتظمة جزءًا هامًا من القوى العاملة في مصر، ونحن في الاتحاد نولي هذه الفئة اهتمامًا خاصًا. نسعى جاهدين لتوفير مظلة حماية اجتماعية شاملة لهم، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية لتسجيلهم وتأمين حصولهم على الحقوق الأساسية مثل التأمين الصحي والاجتماعي، بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية لتأهيلهم ودمجهم في سوق العمل المنظم." وما هي الآليات التي يتبعها الاتحاد في مجال السلامة والصحة المهنية لحماية العمال من المخاطر؟ - نولي ملف السلامة والصحة المهنية أهمية قصوى، حيث نعمل على تعزيز الوعي لدى العمال وأصحاب الأعمال بأهمية تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل. كما نقوم بتطوير آليات الرقابة والتفتيش لضمان الالتزام بهذه الاشتراطات، ونعمل باستمرار على تحديث التشريعات والقوانين المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية لتتواكب مع أحدث المعايير الدولية." دور مركزية عمال العرب في تعزيز التعاون الإقليمي - بصفتكم رئيسًا للاتحاد المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ما هو دور المركزية في تعزيز التعاون العمالي العربي؟ -"تلعب المركزية دورًا محوريًا في تعزيز التعاون والتنسيق بين الاتحادات العمالية العربية. نعمل على تقوية العلاقات وتبادل الخبرات والمعلومات، والدفاع المشترك عن حقوق العمال العرب في المحافل الإقليمية والدولية، وتمكين المرأة العاملة وتعزيز دورها في الحركة النقابية وسوق العمل." "التحديات كبيرة.. ولكن بالتضامن والوحدة سنتجاوز الأزمات" - وكيف ترى المركزية أوضاع العمال في الدول العربية في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة؟ -"لا شك أن أوضاع العمال في العديد من الدول العربية تواجه تحديات كبيرة نتيجة للنزاعات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية. ولكننا نؤمن بأن بالتضامن والوحدة بين الاتحادات العمالية العربية، وبالعمل المشترك، يمكننا تجاوز هذه الأزمات وتحقيق تطلعات العمال في حياة كريمة وعادلة." -ما هو مستوى التعاون بين المركزية والمنظمات العمالية الدولية؟ - "هناك تعاون نشط ومثمر بين المركزية والعديد من المنظمات العمالية الدولية في قضايا ذات اهتمام مشترك، - وما هي أبرز القضايا التي يتم التعاون فيها؟ - هناك العديد من القضايا مثل مكافحة عمل الأطفال والعمل القسري، وتعزيز المساواة بين الجنسين في فرص العمل والحقوق، والالتزام بمعايير العمل الدولية، وتبادل الخبرات في مجال التدريب والتأهيل المهني." في ختام هذا الحوار، ما هي أبرز تطلعاتكم المستقبلية لعمال مصر والعالم العربي؟ - "تطلعاتنا المستقبلية لعمال مصر والعالم العربي تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحسين ظروف العمل وبيئاته، وتوفير فرص عمل منتجة ولائقة ومستدامة، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل جميع فئات العمال، وبناء مستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة، مستقبل يقوم على التقدير الحقيقي لدورهم الحيوي في بناء ونهضة أوطاننا."