مشكلة عصر الانفتاح المعلوماتى الذى أطلقته شبكة الانترنت منذ أتيحت لعموم الناس فى 1991 وانفجر مع دخول مواقع التواصل الاجتماعى بدايات الألفية بما لها من تأثير هائل، هى أنها أتاحت لكل ولأى أحد الحديث فى كل و أى شيء تقريبًا، فتجد على سبيل المثال جهال يحدثوننا فى الدين والطب والأدب وغيرهم من ألوان الفقه واللاهوت والعلوم والفنون والثقافة. ظاهرة «الواقفون على البر» لم تكن لتكون ذات قيمة وتأثير لولا أن كثيرًا من هؤلاء تجد لهم مريدين يرددون آراءهم التى هى ليست أكثر من تهويمات صادرة عن عقول ضعيفة تحركها رغبات بالتميز وإثبات الوجود ولو على حساب الحقيقة والعلم ومنطق الأمور.. والأمثلة على حالة الانفلات الفكرى التى يشهدها مجتمع الانترنت عندنا هى أشد فجاجة وضلالاً من باقى العالم، فيكفى أنك تجد من يتلقون دينهم عن ساقط إعدادية بدعوى أنه من الدعاة الموثوقين على المواقع وفى الوقت نفسه يرفضون كلام علماء الفقه والحديث ممن أعطوا حيواتهم للدراسة والبحث. فى أعقاب الموجة الثورية الثانية لشعبنا العظيم التى خلصتنا من رجس الإخوان.. بدأت المؤسسة العسكرية إعادة بناء القوة وتحديث تسليح كل أفرع القوات المسلحة، بما يضمن توازناً نسبياً مع ما لدى العدو «كيان الاحتلال» ومصادر التهديد المنظورة الأخرى.. وقتها خرجت أصوات كثيرة جاهلة تطالب بتقليص الإنفاق العسكرى بحجة أن مصر ليست فى حالة حرب.. دار هذا الكلام بينما كانت أرضنا الغالية فى سيناء تشهد اشتعال المواجهات بين قواتنا المسلحة وجماعات التكفير الظلامية التى انتشرت عناصرها بوديان وجبال أرض القمر تحت قيادة تنظيم الإخوان الإرهابى وبتمويل وتدريب وتسليح من دول خارجية صار دورها معروفاً للجميع.. اليوم وبعد أن آلت منطقتنا جميعًا إلى جحيم مستعر ليس وسطه غير بقعة آمنة واحدة هى مصر هل أدرك الجميع مدى خطورة ما نادى به الجهلاء ومن تبعوهم ضد برامج التسلح.. هم يكابرون.