رغم توحش العدوان الصهيونى على غزة الذى وصل الى اقصى مداه، وبعد أن دامت حرب تجويع الفلسطينيين ما يقرب من 70 يوما لم تدخل فيها حبة قمح او شربة ماء، الا ان حرب الابادة الجماعية (أكثر من 52 ألف شهيد) وإماتة الخلق جوعا، لم يحققا اى شىء من احلام نتنياهو بأن الضغط العسكرى وتشديد جرائم التجويع سيؤديان لتحرير الرهائن الاسرائيليين وتدمير حركة حماس. العكس هو الصحيح فالقصف الهمجى الاسرائيلى على المدنيين بغزة أدى لمصرع 41 اسيرا اسرائيليا منذ اكتوبر2023 وحتى مارس الماضى. من هنا يتضح ان هدفى نتنياهو ومعه اليمين الدينى المتطرف يناقض بعضهما البعض فاقتلاع حركة حماس من غزة لن يتسق مع تحرير باقى الاسرى الصهاينة. لكن استمرار جرائم الحرب الاسرائيلية قد يضيف طريدين جديدين لعدالة المحكمة الجنائية الدولية: وزير الدفاع الجديد اسرائيل كاتس ورئيس الاركان الجديد ايال زمير. كما اشتعلت الانشقاقات داخل المجتمع الاسرائيلى بعد أن وقّع 142 ألفا على 56 عريضة تطالب بتبادل الاسرى ووقف الحرب من بين هؤلاء 11 ألف عسكرى على رأسهم 52 ضابط احتياط بوحدة عمليات سرية تابعة لسلاح الجو. فضلا عن الخسائر فى الارواح التى يعبرون عنها باسم الدلع «حادث أمنى» حتى ينفوا عنها صفة المعارك الحربية، التى لم تقتصر على الجنوب فقط برفح، بل وصلت لشارع العودة المجاور للسياج الفاصل بين قطاع غزة ومستوطنات غلافها بما يكشف خيبة الجيش الاسرائيلى الذى يزعم انه أقام منطقة عازلة بطول الحدود الشرقية للقطاع تتموضع فيها قوات كثيفة. ألم يأن لنتنياهو وتابعه قفتان (بن جفير وسموتيريتش) ان يعرف انه لا عودة للاسرى وهم سالمون الا بصفقة لوقف الحرب وتبادل الاسرى. لعله يفقه قبل ان يعود حانوتية تل ابيب للنشاط من جديد.