في تصريح بارز يعكس التوجه الاستراتيجي الجديد للدولة المصرية، أكد اللواء أركان حرب محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن سيناء لم تعد مجرد أرض عبور للجيوش أو مسرحًا للصراعات، بل أصبحت "أرض إقامة"، تُبنى فيها حياة مستقرة ويُعاد تشكيل واقعها السكاني والأمني. وأوضح الغباري أن هذا التحول لم يأتِ بشكل مفاجئ، بل بدأ بالتبلور منذ نصر أكتوبر 1973، إلا أن وتيرته تسارعت خلال السنوات الأخيرة في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عبر إطلاق حزمة من المشروعات التنموية والقرى السكنية والبنية التحتية التي تعزز التوطين والاستقرار. اقرأ أيضا | الغبارى: مفاوضات سيناء انتصار عسكري بلغة سياسية التنمية كدرع وطني ضد التهديدات أشار الغباري في حواره مع "بوابة أخبار اليوم" إلى أن الدولة المصرية تدرك تمامًا أن حماية سيناء لا تتحقق فقط عبر السلاح، بل من خلال التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وخلق مجتمعات سكانية مستقرة ترفض أي محاولات لاختراق النسيج الوطني أو زعزعة الأمن. وأضاف أن تحويل سيناء إلى منطقة مأهولة وسياحية وزراعية هو الرد العملي على الأطماع الإسرائيلية، التي وإن لم تعد تأخذ شكل الاحتلال العسكري، إلا أنها تظهر من حين لآخر في شكل تهديدات أمنية أو دعوات للتهجير. اقرأ أيضا | اللواء محمد الغباري: الأطماع الإسرائيلية في سيناء لم تتوقف سيناء في قلب الاستراتيجية الوطنية أشار الغباري إلى أن الدولة المصرية لا تكتفي باسترداد الأرض، بل تسعى لإعمارها وتأمينها ودمجها بالكامل في جسد الوطن. فالمعركة لم تعد عسكرية فقط، بل هي معركة بناء ووجود، تحصّن مصر من الداخل وتمنع تكرار سيناريوهات الماضي. واختتم الغباري كلمته برسالة طمأنة للمصريين قائلاً: "كل ما دام لديك قيادة واعية وجيش وطني وشعب مدرك، فإن سيناء ستبقى آمنة، وستظل درعًا وسندًا لمصر مهما تعاظمت التحديات."