أن يقيم ماسبيرو"الهيئة الوطنية للإعلام" برئاسة الكاتب أحمد المسلماني مؤتمرََا لتطوير الدراما او البحث عن مستقبلها، فهذا حدث في أهله، ويستحق المتابعة والإهتمام بمناقشاته وتوصياته .. ولما لأ ؟ وهو يصدر عن هيئة متخصصة تمتلك رصيدا يتمد لأكثر من 63 عاما من الإنتاج الدرامي المصري، والذي أصبح له الريادة في المنطقة العربية بأسرها لسنوات طويلة بل كان بمثابة أكاديمية فنية علمت كل صناع الدراما في المنطقة ، ويكفي أن هذه الأعمال الدرامية التي كان ينتجها "قطاع الإنتاج وصوت القاهرة"وانضمت إليهم مدينة الإنتاج الإعلامي كانت تتصدر الشاشات العربية الأرضية ثم الفضائية لسنوات عديدة، وكان المسلسل المصري ايقونة المشاهدات علي أي شاشة، فقد كانت الشوارع تخلو من المارة في الدول العربية وقت عرض المسلسل المصري . هذا التاريخ المضيء لماسبيرو وقطاعاته الإنتاجية، في صناعة الدراما تؤهله لتشخيص الداء الذي اصاب الدراما وتحديد الدواء اللازم للعلاج، بفضل خبراته المتراكمة عبر السنوات الطويلة ، ولكن ما حدث والذي أصابني بصدمة كبيرة وانا اتابع فعاليات المؤتمر الذي تم عقده بمسرح التليفزيون الثلاثاء الماضي وحمل عنوانين مختلفين، الأول علي اللوحات الإعلانية بعنوان"مستقبل الدراما المصرية" والثاني تم كتابته علي الشاشة الرئيسية في قلب المسرح بعنوان" مؤتمر تطوير الدراما المصرية" والفرق كبير بين العنوانين، صدمتي في أن فعاليات المؤتمر كانت ارتجالية دون وجود ورقة عمل واضحة تحدد أهداف المؤتمر والنقاط التي سيناقشها وخطة عمله للوصول إلي توصيات تحقق أهدافه اقرأ أيضا|العلم المصرى يرفرف على الريفيرا فخلال جلستين مدة كل منهم ساعتين الأولي بعنوان "الدراما المصرية الآن ومستقبلها"، والثانية " النص .. وسبل التمويل والإنتاج" وشارك في الجلستين أسماء كبيرة ومتخصصة في صناعة الدراما بعناصرها المختلفة ، ولكن للاسف الشديد، تحولت الجلستين إلي مجرد كلمات فضفضة تعبر عن الحالة النفسية والرؤية الشخصية للمتحدثين عن الدراما بصفة عامة دون أن يحددوا أسباب الازمة التي تعاني منها الدراما وطرق حلها أو طرح توصيات للمساهمة في عودة الدراما المصرية لسابق عهدها.. كلمات يمكن ان تسمعها في برنامج تليفزيوني أو حتي إذاعي لا في مؤتمر متخصص يأتي استجابة لرؤية الرئيس السيسي التي طرحها خلال حديثه في حفل إفطار القوات المسلحة في شهر رمضان الماضي عن الدراما المصرية، والتي أكد فيها على ضرورة تعزيز القيم الأصيلة في المجتمع،ومواجهة أشكال العنف والجريمة وتعاطي المخدرات والتصدي لمحاولات إشعال الصراعات المجتمعية،ومقاومة ترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي، والحفاظ على قيم الأسرة المصرية. انتهت فعاليات مؤتمر تطوير الدراما أو مستقبل ولم تصدر عنه حتي أية توصيات حتي الآن وأخيرا : شي جميل أن يتم تكريم عدد من أبرز رموز الفن المصري، بمنحهم "وسام ماسبيرو للإبداع" وهم الفنانة القديرة سميرة أحمد ، والفنان القدير الكبير رشوان توفيق والمخرج الكبير شيخ مخرجي الدراما محمد فاضل ، والكاتب المبدع محمد جلال عبد القوي فهؤلاء يستحقون ألف تكريم وتكريم، ولكن هذه التكريمات أخرجت المؤتمرعن أهدافه وحولته إلي احتفالية تكريمية وإلتقاط الصور، وهو ما اهتمت به وسائل الإعلام المختلفة وابرزته علي حساب جلسات المؤتمر.