لا تحتاج الأستاذة فاطمة المعدول إلى حوار، الفيسبوك يقوم بمهمة صحفي، يسألها «بماذا تفكر؟»، وتجيب بعفوية، فى كل مرة إجابة مختلفة، تكشف جزءا من شخصيتها، ما يجعل صفحتها بمثابة مشروع لسيرتها الذاتية. تكتب بروح طفلة لا تسمح لها البراءة بالكتمان، طفلة عنيدة تتمسك برأيها، تشهره كوثيقة، ولكن دون أن تفرضه على أحد، رأى مختلف لا تنحاز فيه إلى فريق ضد آخر، تعلنه بوضوح أمام الفريقين مثل حكم مباراة لا يلجأ إلى «الڤار»! لا تتمسك فاطمة المعدول فى كتاباتها بذلك الضوء المزعج الذى يرهق العينين، ودائما تهجر الأفكار السوداء التى تجعلك تغرق فى العتمة، أفكارها تشبه «وناسة» تحميك من التعثر فى الظلام، وتجعلك تتلمس طريقك دون عناء. أما حكاياتها عن «لينين الرملي» فهى مبهجة ومحبوكة وطازجة، لا تسردها بوصفها رفيقة الدرب، ولكن لأنه «لينين» صاحب الشخصية الاستثنائية، التى تثير الإعجاب.. «لينين» الذى يحفظ الجمهور مسرحياته ومسلسلاته وأفلامه، ولم يسع إلى التعرف عليه، حتى فوجئ بوفاته. وحكايات فاطمة عن المرض والشيخوخة، فيها من السخرية والشقاء والحكمة ما يرغمك على أن تسأل عن ماهية تلك السيدة العظيمة التى تبتعد عن الشكوى والصراخ، وقررت التصالح مع ضعفها، لتتعامل مع الألم بالكثير من الصبر وتعالجه بالحكي. لا تمنح فاطمة المعدول الحياة فى الماضى أفضلية، الزمن بالنسبة لها موصول، كل عصر له مميزاته وعيوبه، وشخصياته، وألاعيبه وخرافاته، المهم فى النهاية أن نحتكم للبديهيات.