في الذكرى ال 118 لتأسيس النادي الأهلي، لا يمكننا أن نغفل عن تلك النخبة الرائدة التي آمنت بالفكرة ووضعت اللبنات الأولى لهذا الصرح الشامخ. لم يكونوا مجرد أسماء في سجلات التاريخ، بل كانوا شرارة البدايات، وقود الحماس، وروافد العظمة التي غذت النادي في أيامه الأولى. في هذا التقرير، نستعرض بعضا من حكايات هؤلاء الأعضاء الأوائل، لنستلهم من دوافعهم وتضحياتهم. عمر لطفي بك.. صاحب الفكرة والقلب الوطني يكفي أنه صاحب الشرارة الأولى، العقل الوطني الذي رأى في تأسيس ناد رياضي امتدادا للوعي القومي. لم يكن عمر لطفي بك مجرد مقترح، بل كان روحا دافعة، آمن بأن الرياضة يمكن أن تكون ساحة أخرى لتلاقي الشباب الوطني. تنازله عن الرئاسة إيثارا للمصلحة يؤكد على رؤيته النبيلة بأن الهدف الأسمى هو نجاح الكيان الوليد. ميتشل إنس.. المستشار الإنجليزي الذي دعم الحلم المصري قد يثير اسمه الدهشة، لكن وجود المستشار الإنجليزي بوزارة المالية على رأس النادي في بداياته كان خطوة استراتيجية لضمان الدعم المالي. مشاركته تعكس ربما إيمانا شخصيا بالفكرة أو تقديرا للدور الوطني الذي يمكن أن يلعبه النادي. قصته تذكرنا بأن التعاون قد يأتي من حيث لا نتوقع، وأن المصلحة المشتركة قد تجمع المختلفين. إسماعيل سري باشا.. المهندس الذي رسم ملامح الصرح لم تقتصر مساهمته على عضويته في مجلس الإدارة الأول، بل امتدت إلى تخصصه كمهندس معماري. تصميمه المقترح للمبنى الرئيسي للنادي وضع أولى الملامح الفيزيائية لهذا الكيان. رؤيته الهندسية ساهمت في تحويل الفكرة المجردة إلى واقع ملموس، مكان يجتمع فيه الأعضاء ويمارسون الأنشطة. أمين سامي باشا وإدريس راغب بك.. دعم ومساندة في اللحظات الأولى كان لوجود شخصيات مرموقة مثل أمين سامي باشا وإدريس راغب بك في مجلس الإدارة الأول دلالة كبيرة. فقد أضفيا ثقلا اجتماعيا ووجاهة على النادي في بداياته. مساندتهما في تلك اللحظات الحاسمة ساهمت في ترسيخ أقدام النادي وكسب ثقة المجتمع. محمد أفندي شريف.. سكرتير الاجتماع وشاهد على الميلاد قد لا يكون اسمه الأكثر شهرة، لكن دوره كسكرتير لأول اجتماع لمجلس الإدارة كان بالغ الأهمية. هو من وثق اللحظات الأولى، وسجل القرارات التي شكلت مستقبل النادي. وجوده يمثل صوتًا من الماضي، ينقل لنا تفاصيل تلك البدايات المتواضعة.