لطالما كان عقل المدرب قبل المباريات الكبرى أشبه بوتيرة أحداث متعاقبة وتصاعد درامى وأفكار متشابكة تأتيه مثلما يكون السيناريست يبحث الحبكة الدرامية لمسلسل فى حلقاته الأخيرة بحثًا عن لفت أنظار المشاهد . وليس أمام السويسرى مارسيل كولر المدير الفنى للأهلى سوى التعلم من دروس الماضى ويكون التاريخ القريب أفضل سيناريو يُذّكر به اللاعبين ليكن بمثابة كابوس يطارد الجميع وتتكثف الجهود حتى لا يتكرر مجددًا . اقرأ أيضًا| تفاصيل اجتماع الخطيب مع كولر في بريتوريا .. رسائل حاسمة وتصفية خلافات تعادل الأهلى سلبيًا فى ذهاب نصف نهائى دورى الأبطال أمام صن داونز، ويتجدد اللقاء غدًا على ستاد القاهرة فى مباراة العودة، ولم يكن هذا السيناريو بجديد على كولر ولاعبى الأهلى، ففى نفس الدور من النسخة الماضية بالبطولة التى يحمل الأهلى لقبها، التقى بمازيمبى الكونغولى، انتهى الذهاب بالتعادل السلبى، ثم فى مباراة العودة كان الأمر مخيفًا للأهلى وجماهيره بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبى، وبعد مرور ساعة من اللقاء سجل مازيمبى هدفًا لتسود حالة من الذهول للجماهير خاصة وأن قاعدة الهدف بهدفين تُصعّب المهمة، ثم ألغى حكم اللقاء الهدف ليتنفس الجميع الصعداء ويستطيع الأهلى العودة بثلاثة أهداف فى الثلث ساعة الأخيرة من اللقاء . وفى النسخة الحالية، تعادل الأهلى مع أورلاندو الجنوب إفريقى بدور المجموعات بجنوب إفريقيا والذى وصل لنصف النهائى الحالى أمام بيراميدز . كانت المباراة خارج الأرض مميزة تكتيكيًا مثلما هو الحال فى مباراة صن داونز الماضية، إلا أنه فى مباراة ستاد القاهرة عانى الأهلى ولم يستطع كولر تقديم الشكل المناسب للأهلى وخسر 2/1 . اقرأ أيضًا| دوري الأبطال يُحدد مصير كولر مع الأهلي.. وجوميز الأقرب لخلافه حالٍ رحيله ولن تكون مباراة الغد ببعيدة عن المواجهتين السابقتين، وعليه أن يختار سيناريو آخر ويُذكّر به اللاعبين، حينما تعادل مع الترجى سلبيًا فى ذهاب نهائى النسخة الماضية، ثم فاز بالعودة، لم يكن الأداء مميزًا إلا أن الأهلى سجل مبكرًا، وهو ما يحتاجه فى لقاء الغد.. هذا بالنسبة للسيناريو التخيّلى، أما نظيره الواقعى، فيعد كولر فى حيرة، بمن سيلعب وكيف يلعب، فى ظل تعدد محاور الهجوم بالفريق . تألق الأهلى فى جنوب إفريقيا بطريقة 3/4/3، فقد يكرر كولر التجربة فى ظل إبعاده لعلى معلول بالجبهة اليسرى، مع تأكد غياب كريم الدبيس بسبب إصابته بجزع فى أربطة الكاحل، وكذلك يغيب المغربى يحيى عطية الله المصاب بشد فى العضلة الخلفية من الدرجة الثانية. ولم يعد أمام السويسرى سوى الدفع بمصطفى العش كما كان الأمر فى الذهاب، أو الاعتماد على عمر كمال أو يُخاطر بلاعب آخر. وبهذا الصدد فقد طمأن الفلسطينى وسام أبو على جهازه الفنى والجماهير بعدما تأكدت سلامته وجاهزيته الطبية ليكن متاحًا لمواجهة الغد . لطالما كان كولر يُنتقد بسبب أسلوب لعبه فى المباريات التى يكون مُطالبا فيها بتقديم إيقاع لعب سريع وأداء هجومى، وستكون مباراة الغد مفصلية له وللفريق بمشوار هذا الموسم. هذا وقد عاد الفريق للتدريبات منذ أول أمس بعد راحة اقتصرت على يومى الأحد والاثنين عقب العودة من رحلة جنوب إفريقيا الشاقة، ليعد للاستعداد أول أمس الثلاثاء. وتحدث بالأمس لاعبو الأهلى للإعلام عن اللقاء وأهميته تطبيقًا للوائح الاتحاد الإفريقى وهو الأمر التقليدى المتبع فى مثل هذه المباريات والأدوار الحاسمة .