الكتاب يقدم تحليلاً شاملاً للخطوات والاستراتيجيات التى يمكن أن تتبعها مصر للتحول إلى قوة عظمى عالمياً. الحكم على قيمة أى عمل مترجم تكون من خلال مدى قدرة المترجم على الحفاظ على روح العمل.يستوى فى ذلك العمل المترجم سواء من الإنجليزية للعربية أو العكس.لذا أكون مطمئناً جداً عندما أجد اسم سحر عفيفى على أى عمل مترجم.وقد كنت محظوظاً أن يكون فى صحبتى خلال رحلتى الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية ثلاثة كتب دفعة واحدة من ترجمة سحر عفيفى وإذا كانت الحكمة تقول إن خير صديق الكتاب وأن اختيار الصديق يكون قبل الطريق، فقد اخترت كتبها الثلاث التى ترجمتها مؤخراً ليكونوا رفقاء السفر وهو ما جعلنى أضرب عدة عصافير بحجر واحد،الأول أن تكون تلك الكتب أصدقاء بشكل عام ورفقاء السفر بشكل خاص.والعصفور الثانى هو أن الكتب الثلاثة عوضتنى الحرمان من عدم حضور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة التى انعقدت خلال سفري. وأما العصفور الثالث ولأن الكتب الثلاثة مترجمة من العربية للإنجليزية فقد جعلتنى المترجمة أتذوق لغة انجليزية من مدرسة السهل الممتنع بعيداً عن التراكيب الصعبة والجُمل المعقدة. الكتاب الأول يتناول الجريمة السياسية: العلاقة بين الدين والسياسة للمؤلف: ياسر أحمد أنس الذى يستكشف العلاقة بين الجريمة السياسية والأيديولوجيات الدينية والسياسية، مقدماً منظوراً تاريخياً وقانونياً. يبدأ الكتاب بمناقشة بعض أبرز الجرائم السياسية فى العصر الحديث. كما يُسلط الضوء على الصراع العربى الإسرائيلى مع التركيز على الاغتيالات التى تلت مذبحة ميونيخ، بما فى ذلك اغتيال الرئيس أنور السادات ورئيسة وزراء باكستان بينظير بوتو. يُعرّف الفصل الأول من الكتاب الجريمة السياسية ومفهومها فى اللغة والقانون والدين، مشروعيتها، مخاطرها، وعلاقتها بالجرائم العادية. ثم تناقش بقية الفصول عناصر وشروط الجريمة السياسية،وأنواعها، مع تسليط الضوء على القتل فى الشريعة اليهودية والصراع العربى اليهودى المستمر. ثم يستكشف تأثير العقائد الدينية، وخاصة فى اليهودية، على السلوك السياسى والصراعات، مع التركيز على الأسس التاريخية والدينية للصراع العربى الإسرائيلي. يناقش دور الدين فى الحروب وكيف يمكن للأيديولوجيا أن تحدد نتائج الصراعات. ويختتم الكتاب بتوصيات لمنع الجرائم السياسية فى المجتمعات المسلمة، مقدماً استراتيجيات من زوايا دينية، أمنية، سياسية، اقتصادية، واجتماعية لحماية المجتمع من هذه الجرائم. والكتاب الثانى عصر النهضة لنفس المؤلف ياسر أحمد أنس ويناقش كيف يمكن لمصر أن تتحول إلى قوة عظمى؟ويتناول مسار مصر المستهدف للتحول إلى قوة عظمى خلال عصر النهضة، من خلال عدة فصول،تبدأ بإبراز الدور الأساسى للإيمان بالله فى تقدم الأمة.وأهمية البحث العلمى وتعزيز البحث، تحسين التعليم، مكافحة الأمية، وتنمية العقول. كما يستعرض استراتيجيات تعزيز الإنتاج الزراعى مثل مشروع منخفض القطارة، زراعة القمح والجوجوبا، الزراعة بدون ماء، واستخدام الأمطار الصناعية لمواجهة نقص المياه. وتحديث البنية التحتية للنقل و تطوير أنظمة القطارات فائقة السرعة.كذلك يناقش التنمية الوطنية، مع التركيز على تطوير قناة السويس وصعيد مصر لتعزيز التجارة. والتقدم فى مجالات السيليكون وأشباه الموصلات، وإعادة تدوير المخلفات.ودور صناعة الصيد فى تحقيق الأمن الغذائى والاقتصادي، والمبادرات الصحية مثل مكافحة التدخين، تعاطى المخدرات، وإنتاج المواد الكيميائية الضارة.وكيفية استخدام السياحة لدفع النمو وزيادة مكانة مصر عالمياً.وإمكانات الطاقة الحيوية، الشمسية، وطاقة الرياح لدعم التنمية المستقبلية، وأهمية الأمن القومى فى الحفاظ على الاستقرار ودعم التقدم فى جميع القطاعات. ويقدم الكتاب تحليلاً شاملاً للخطوات والاستراتيجيات التى يمكن أن تتبعها مصر للتحول إلى قوة عظمى عالمياً. الكتاب الثالث الذى كان رفيقى فى رحلتى هى رواية (صابرين)للمؤلفة : نُعمى شاكر التى تعكس القصة سرداً شخصياً مليئاً بالدروس الحياتية والتجارب التى تلامس القلوب بعمق من خلال مواقف تتعرض لها بطلة الرواية « صابرين» وصراعها مع توقعات المجتمع، وقيمتها الذاتية، وقدرتها على التحمل. شكراً للمؤلفين ولكل صاحب فكر راقٍ يكون بمثابة شعلة تضيء الطريق للأجيال الجديدة وشكراً سحر عفيفى التى تعيد عصر النهضة الذى نشطت فيه الترجمة وأطالبها بأن تستغل خبراتها فى دعم المكتبة العربية بكتب تنقل فيها للأجيال الجديدة من المترجمين خبرتها الكبيرة فى هذا العلم حيث تعتبر سحر عفيفى امتدادا لأساطين الترجمة العظام أمثال العملاق الراحل الدكتور محمد عناني، والدكتور خالد توفيق استاذ الترجمة بآداب القاهرة والذى تعد كتبه نبراسّا ومرجعية لكل من يدرس فن وعلم الترجمة.