كل سنة وكل المسيحيين بخير بمناسبة عيد القيامة، وكل سنة وكل المصريين بخير بمناسبة عيدنا كلنا، وسيد أعياد المصريين «شم النسيم». الأحد: إذا أردت فهم ما حدث من حولنا أمس، ويحدث اليوم، وما يمكن أن تكون عليه الأحوال غداً، فأنا أدعوك لقراءة كتابين، الأول هو «أقباط ومسلمون»، وهو رسالة للدكتوراه حصل بها المؤلف جاك تاجر، أثناء عمله كمدير لمكتبة فاروق، على درجة الدكتوراه من السوربون، فى خمسينيات القرن الماضي، الكتاب يجيب عن كل ما تتخيله من أسئلة عما حدث للمصريين منذ دخل المسلمون والإسلام إلى مصر، وكيف انقسمت «الفولة» إلى نصفين، لتصبح مصر مقراً لأعظم وأعرق كنيسة فى العالم، وقائدة الفكر اللاهوتى لكل المسيحيين فى العالم، وتصبح فى نفس الوقت وعبر الزمن عاصمة للمسلمين، ومقراً لأكبر وأعرق جامعة إسلامية فى العالم وهى الجامع الأزهر، يجمع بين الأسرتين تاريخ قوى من العادات والتأثير المتبادل، ولا مجال لذكرها بسبب كثرتها، تكفى الإشارة مثلاً إلى أن المسيحيين تأثروا بالمسلمين، وكانوا يتوضأون قبل الصلاة، أو يخلعون نعالهم قبل دخول الكنيسة، وغير ذلك كثير بما فى ذلك تعدد الزوجات والجواري، قبل أن ينتبه لذلك البطرك أفرام صاحب معجزة نقل المقطم، ومن وقتها توقف ذلك تماماً، كما تأثر المسلمون كذلك بحياة إخوانهم فى أشياء عديدة، لن أحدثك من التاريخ، بل من حياتنا التى رأيناها ونحن صغار، عندما يأتى سبت النور قبل عيد القيامة، عندما تتكحل السيدات بلا تفرقة، ولا ننسى أنه عندما يأتى عيد القيامة يفرح الجميع ببدء موسم حصاد القمح، مصدر الخبز والعيش. أما الكتاب الثانى فهو كتاب «شخصية مصر» بأجزائه الثلاثة للدكتور جمال حمدان، وهناك طبعة قديمة له من جزء واحد، وكتيب بسيط كان بداية ذلك العمل العظيم، الذى يشرح لك موقعك من العالم، وما يريده العالم منك، ويحدد علامات الخطر، ومصادر القوة، وفى مقدمتها التلاحم بين الأسرة المصرية الواحدة فى كل الأوقات، وفى عيد المصريين الأقدم والأكبر «شم النسيم» الذى احتفلنا به جميعاً أمس، كل سنة وكل المسيحيين بخير بمناسبة عيد القيامة، وكل سنة وكل المصريين بخير بمناسبة عيدنا كلنا وسيد الأعياد «شم النسيم». لصوص فرحة شم النسيم ! الإثنين: عندما يأتى يوم المصريين المشهود «شم النسيم»، تتكرر نفس الفتاوى مجهولة المصدر، ويتكرر من المصريين نفس رد الفعل معلوم المصدر، ويفرح الجميع، تجدهم فى كل واد يظهرون، وفى كل منتدى ينددون ويستنكرون، ينهون عن فرحة الناس، ويحرمون فرحتهم، ويحرمون من يبيع البيض الملون والملانة والفسيخ والرنجة، ويقولون للباعة: من فعل ذلك فهو آثم وكسبه حرام، لا تسمعوهم، فهم يأكلون الرنجة والفسيخ، يتحايل بعضهم فيأكل قبلها أو بعدها بيوم، كأنه يتحايل على الفرحة، ينهى الناس عنها، ويحرص على أن يحصل على نصيبه منها، والحمدلله مثل هؤلاء قلة فى مصر، ومهما فعلوا فلن يستطيعوا أبداً أن يطمسوا ما حفره التاريخ فى وجداننا، وغرسه فى جيناتنا.. هؤلاء هم لصوص الفرحة ولصوص الفقه ولصوص الدين.. مرة أخرى كل سنة وكل المصريين بخير. المنصوب «لايزال» مكسوراً! الأربعاء: كتبت فى يوميات الشهر الماضى عن القناة التليفزيونية «مصر قرآن كريم»، أحد أهم الإنجازات الإعلامية خلال السنوات العشر الماضية، ودعوت إلى تطوير خدماتها بحيث تعرض معلومات عن القراء، وعن القراءة نفسها، ودعوت إلى تصحيح الخطأ النحوى المصاحب لدعاء الشيخ الشعراوى الذى تتم إذاعته عقب كل أذان على مدار اليوم، وبالتحديد فى «الدرجة الرفيعة»، حيث جعلها النص المكتوب «مكسورة» فاقعة، رغم أنها «معطوفة على منصوب»، ومر حتى الآن شهر كامل و»المنصوب» لايزال «مكسوراً».. ولعل المانع خيراً ليس فيه نصب ولا كسر! الشيخ رمضان.. والنجم الهلالى! الخميس: مصر هى قلب العالم، هى قلب إفريقيا وبوابة أمن آسيا، وما يهمنى فى ذلك السياق أنها قلب العالمين العربى والإسلامي، يكفى للتدليل على ذلك أن نستدل باثنين من المنتسبين لها، جعل واحد اسمه محمد رمضان يجعل العالم العربى كله يقف على رجل بترند بدلة الرقص التى ظهر بها خلال فقرته فى مهرجان بأمريكا، وهز يا رمضان، والثانى وهو الدكتور سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذى عاد مجدداً وكرر كلامه الذى قاله قبل فترة بخصوص نصوص الميراث والمساواة بين الرجل والمرأة، برغم أنه لا يوجد سياق لإثارة مثل ذلك الترند مرة أخري، كما لا توجد مشكلة مجتمعية فى توزيع الميراث بتلك الطريقة، ولا فى الأحكام الأخرى المترتبة عليه، والغريب أن الهلالى قال إن الدولة هى صاحبة القرار، وإذا شاءت أصدرت قانوناً بذلك، واستدل على ذلك بتركيا كدليل يؤكد كلامه، المهم أن مرصد الأزهر أعجبنى كثيراً عندما وصف ما قيل بأنه «جريمة فكرية»، وإذا كانت كذلك فأنا أتمنى أن تتم مناقشتها فى أروقة «العلماء»، حتى لا يستفيد منها «العملاء» الذين يقتاتون على اللغط الذى تسببه مثل هذه «الترندات»، كنت أتمنى لو قامت أى قناة فضائية بالذهاب إلى مسقط رأس محمد رمضان، وتقصت رأى أهله وجيرانه وقرناء طفولته، وسألت الدكتور الهلالي، وتقصت كيف يوزعون ميراثهم، وماذا يقول لهم، وهل أعطى شقيقاته نفس نصيب الذكر منهم؟!! «يكفي».. وحكاية كل حيوان! الجمعة: فيلم قديم شاهدته بالمصادفة اسمه «يكفي» للنجمة جينيفر لوبيز، الفيلم فى بدايته رومانسى لفتاة تتعرف على شاب حاول الايقاع بها بمساعدة صديق له، وانتهى الأمر بأنه تزوجها وأنجب منها طفلة، البداية الرومانسية لم تستمر طويلاً، عندما بدأ زوجها فى أول مناقشة حول علاقاته غير الشرعية بضربها وركلها، وكانت الزوجة وفقاً للقانون قليلة الحيلة، ولو اشتكته ستفقد حضانة ابنتها، هذا الفيلم الأمريكى هو حكاية العديد من السيدات فى كل دول العالم، ولا علاقة لها بأى دين كما حاول أن يربط بعض «التفهاء» بين ضرب المرأة والإسلام، الذى ربط بين الحياة الزوجية والمعاملة بالمعروف أو التسريح مع الإحسان، ولا أدرى كيف يمكن أن يقبل رجل بمعنى كلمة رجل أن يرفع يده على امرأة، أو طفل صغير، ولن أبالغ لو قلت إن وراء العديد من الأبواب حيواناً مثل هؤلاء، ومستضعفة بحكم العادات والعضلات، وأرجو أن يتم بث العديد من برامج التوعية للنساء فى كل مكان بحقوقهن، وكيف يحصلن عليها، وكيف يقلن «لا لن تضربنى بعد اليوم، سأقطع يدك بالقانون لو حدث ومددتها على مرة أخري».. المشكلة ليست فى أن هناك امرأة يتم كسرها من الداخل إلى عشرات القطع غير القابلة للالتئام، ولا يمكن للمكسورات أن يقمن بتربية جيل معتد بنفسه قادر على العناية بنفسه وأسرته ووطنه. كلام توك توك: صعب الوصول لأولاد الأصول إليها: فوزى العظيم، فى دنيتى وآخرتي..