«كيلو الزيت المستعمل ب 35 جنيه» من منا لم يسمع هذه العبارة تنطلق من مكبرات الصوت للتروسيكلات.. ورغم ان لزيت الطعام المستعمل استخدامات كثيرة وشائعة بل ومفيدة فى بعض الأحيان، إلا انه من الممكن ان يتحول الى أحد أهم واخطر مسببات السرطان والأورام اذا ما تم اعادة استخدامه فى أى منتج غذائى .. و مع ارتفاع أسعار الزيوت عالميا، فإن بعض تجار الموت قرروا التلاعب فى هذا المنتج الخطير جدا، بإعادة تدويره وتنقيته من الشوائب وبيعه كزيت طعام صالح للاستخدام الآدمى ! «الاخبار «تكشف فى هذا التحقيق اين تذهب هذه الأطنان من الزيوت المستعملة ومصيرها واستخدامها ؟! ◄ رئيسة قسم علوم الأغذية: استخدامه في الطعام جريمة لا تقل عن القتل العمد ◄ خبير إعادة تدوير الزيوت: «غلاية وكام كيلو نشا ودقيق بيرجع لونه طبيعي»! البداية كانت بالحديث مع مختار السعيد أحد اصحاب محلات الاسماك، والذى بدأ على استحياء الاجابة على بعض تساؤلاتنا فقال « فيه نوعان من الزيوت اللى معظم اصحاب محلات الاسماك بيشتغلوا فيهم، نوع منهم تابع لإحدى الشركات المعروفة ودا بييجى فى (جراكن) 17 ، وبيكون مقفول ومختوم ودا سعره بيكون فى حدود 1600 جنيه اى 95 جنيها للتر الواحد ودا نوع كويس وبيعيش معانا وبيستحمل الشغل والتسخين، وفيه نوع تانى عبوة صفراء بييجى فى جراكن 20 لترا وسعره بيكون 1450 تقريبا 72 جنيها للتر . طبعا الفرق فى السعر كبير، لكن النوع التانى دا مابيستحملش التسخين وجودته مش كويسة عشان كدا وقفت التعامل بيه بعد كام تجربة». وحول ما يقصده بجودته المنخفضة وكيفية وصول هذا النوع من الزيت اليهم كأصحاب مطاعم فقال» اولا السمك من نوعيات الطعام اللى بتحتاج نارا عالية ، ودرجة تسخين كبيرة، لأن لو النار منخفضة، دا بيخلى السمك يشرب زيت وبالتالى طعمه بيكون مش كويس . الزيت اللى مش كويس دا لاحظت انه لا يتحمل التسخين وبيفور ويعمل رغاوى وبيطلع منه ريحة مش كويسة وبيتحرق بسرعة والسمك بيطلع منه زى المسلوق واحنا فى الصنعة، بنقول عليه الزيت بيقطع وكمان بينقص كتير جدا مع الاستخدام ودا لما حصل كلمت المندوب وهو مش شركة هو عبارة عن عربية ربع نقل بتيجى توصل للمطاعم وشغال مع سرجة فى صقر قريش وبالتحديد فى شارع السوق لأن انا سألته اول مرة جالى فيها من باب انى اعرف انا بشترى من مين، ولما كلمته جالى واعتذر وادالى زيت تانى مكانه وخد باقى الجركن، لكن انا شكيت عشان كدا سألته فقال ان الزيت دا بتاع مصانع الشيبسى، وان فيه شركات بتاخده تعيد تدويره وان دا مسموح بيه عادى ، لكن مع تكرار الموضوع بالشكل دا انا بطلت اتعامل معاهم، وبشتغل بالنوع التانى على الاقل بييجى من مكان موثوق فيه، ورغم انه اغلى لكن بيتحمل معايا الشغل وبيفرق فى الطعم كمان . وحول طريقة تخلصه من الزيت المستعمل قال فيه ناس بتييجى تاخده منى ب 40 جنيها للتر وبيقولوا انهم بيعملوا بيه صابون، لكن انا سمعت طبعا ان فيه ناس بتنقيه وبتعيد استخدامه تانى فى المطاعم لكن انا هقولك ان اى صاحب مطعم سهل جدا يعرف الزيت اللى هو شغال بيه طازة ولا معاد تدويره سواء من لونه او عند تسخينه بيبان طبعا. ◄ اقرأ أيضًا | مباحث التموين تتصدى لمافيا الزيت المستعمل اما رمضان الفيومى صاحب مطعم فول وفلافل فقال « احنا بنشترى الزيت من مندوبين معتمدين وبنبعد عن الزيت مجهول المصدر لأنه خطر على الصحة يمكن الزيت اللى بنستخدمه مش فى درجة نقاء الزيت اللى بيتباع فى المحلات لكن فرق السعر كبير جدا وعشان نطبق كل الاشتراطات الخاصة بالموضوع دا هنخسر يعنى ايه اقلى بالزيت مرة او مرتين فى اليوم بس وبعدين اتخلص منه، او انى اجيب زيت بيوصل سعر اللتر منه ل 100 جنيه طبعا مع الكمية الكبيرة اللى بنستخدمها التكلفة هتزيد على المستهلك . لاء طبعا انا بقلى فيه طول اليوم ولما بينقص بزوده لكن بنغيره كل يوم ومابنستخدمش الزيت يومين ورا بعض، لأنه بيغير طعم الأكل . أما عن طريقة التخلص من الزيت بعد الطهى، فأكد ان فيه مندوبين بياخدوا الكيلو ب 35 جنيها الى 40 جنيها الاستاذة الدكتورة عبلة الغرباوى استاذ ورئيس قسم علوم الأغذية (سابقا)- كلية الزراعة -جامعة عين شمس كشفت عن الممارسات المجرمة فى استخدام زيوت الطعام المستعملة وإعادة تدويرها عن طريق بعض الأفراد وشركات (بير السلم) وقالت « الموضوع بنستهين بيه للأسف ، لكنه فى الحقيقة فى منتهى الخطورة . ويرقى لدرجة القتل العمد من جانب من يقومون باستخدام هذه النوعيات من الزيوت فى الأغراض العذائية مثل استخدامه فى بعض المطاعم والمحلات» وتابعت رئيس قسم علوم الأغذية « القلى العميق لا يجب ان يتم استخدام الزيت فيه مهما كان نوعه الا مرة واحدة او اثنين على اقصى تقدير، وذلك لأن كل الدراسات اثبتت ان اعادة تسخين الزيت أكثر من مرة ينتج عنه ما يسمى اكرونالين ، وكذلك ما يسمى بالشكوك الحرة ، والتى تعتبر مقدمات سرطانية. والخطورة هنا ليست فى تكوين خلايا سرطانية فقط لكن فى نوعية السرطان الذى يتم تكوينه، حيث ثبت ان هذه النوعيات من الزيوت تتسبب فى الاصابة بالسرطان النقيلى وهو اخطر انواع السرطان وتابعت الغرباوى « صحيح ان تكلفة الهدر كبيرة والناس بتستخسر خصوصا مع ارتفاع اسعار الزيوت لكن الزيت المستخدم له فوائد واستخدامات صناعية كثيرة جدا لكن بشرط لا يتم إدخاله فى اى منتج غذائى ومن هذه الاستخدامات الصابون وهو سهل جدا لدرجة ان فيه ستات بتعمله فى البيت بطريقة سهلة وبسيطة وكمان بيستخدم فى عمل الجلسرين والكريمات الطبية وله استخدامات اخرى فى تصنيع مواد ازالة الصدأ والطلاء وكذلك كوقود فى مزارع الدواجن مثلا وبالتالى ممكن يتم الاستفادة منه دون اللجوء الى هذه الجريمة . وحول ما يحدث فى بعض مصانع بير السلم التى تستخدم هذه الزيوت وكيف يتم اعادة تدويرها وكيف يتم اعادة تنقيتها وتغيير لونها مرة أخرى من الاسود الداكن الى اللون الاصفر قالت رئيس قسم علوم الأغذية : هو بيتعامل مع الزيوت الهالكة كأنها زيت خام، مع بعض التعديلات . ففى البداية بيتم تصفيتها لإزالة الشوائب، ثم يضاف ماء ونشا مع التسخين لإزالة ما تبقى من الشوائب و تبييض اللون، وكمان بيستخدم حمض الستريك «ملح الليمون» لإزلة أى كربوهيدرات أو بروتينات، وكذلك بيستخدم الصودا الكاوية لعمل تصبن الأحماض الحرة فى الزيت . بعد كدا بيعمل غسيل للزيت للتخلص من الصابون ثم بيستخدم تراب التبييض لتبييض لون الزيت واخيرا بيزيل الروائح عن طريق غلى الزيت على درجة حرارة عالية تحت تفريغ كل المواد المستخدمة التى ذكرت غير ضارة . و لكن التغيرات التى حدثت فى الزيت أثناء استخدامه أول مرة هى الضارة ومن هذه التغيرات ارتفاع الرقم اليودى والبلمرة وارتفاع لزوجة الزيت فضلا عن تكون مادة الأكرولين والوصول لنقطة التدخين وتكوىن رغاوى فى الزيت أثناء استخدامه قبل إعادة تدويره هى الخطر على الصحة العامة. اما الدكتور وائل سيد ابوالمجد استاذ ورئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس فقال «للأسف موضوع إعادة التدوير سهل جدا عكس ما ناس كتير متخيلة، يعنى بطرق بدائية سهلة وبسيطة، غلاية وكام بستلة، مع شوية نشا ودقيق الزيت اللى كان اسود ومتفحم بيرجع تانى للون الفاتح ! ودى الأزمة الحقيقية فى الموضوع، لأن سهولته بتشجع ناس كتير من ضعاف النفوس انهم يعملوا كدا، وطبعا مع ارتفاع سعر الزيت بيكون سهل انهم يسوقوه بسعر اقل سواء فى المناطق الشعبية او المطاعم .. واضاف» مشكلة الزيت المستعمل اللى سبق تسخينه بنقول عليه الزيت اتكسر . لأنه بيحتوى على ما يسمى شكوك طليقة حرة، ودى السبب الرئيسى فى تكوين الأورام السرطانية !