أصابتنى الدهشة وأنا اشاهد ما حدث فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيس الامريكى دونالد ترامب قبل يومين بالبيت الابيض.. بإنسانية مفرطة انزعج انزعاجا شديدا عندما فقدت طفلة تبلغ من العمر 11 سنة وعيها بشكل مفاجئ اثناء المؤتمر الصحفى وقام على الفور بإنهاء المؤتمر بشكل مفاجئ وهرول للاطمئنان عليها ووجه كبار اطباء البيت الابيض بسرعة اسعافها.. المؤتمر كان للإعلان عن تعيين الدكتور محمد أوز رئيسًا لمراكز الرعاية والخدمات الطبية بعد أدائه اليمين الدستورية والطفلة ابنته حضرت مع اسرتها للاحتفال بتكريم والدها.. الغريب ان إصابة الطفلة بالإغماء تصادفت عندما كان ترامب يوجه تحذيراته للشعب الامريكى ويقول: «إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فحياتكم ستكون فى خطر كبير».. إنسانية ترامب لم تتوقف عند هذا الحد بل أمر المتحدثة باسم البيت الابيض بأن تخرج على الهواء بعد ساعات لتطمئن الامريكيين على صحة الطفلة وتماثلها للشفاء.. بالتأكيد ما حدث موقف انسانى رائع من الرئيس الامريكى أشادت به كل وسائل الاعلام وتغنت به الصحافة وشاشات التلفزيون.. لكن وما أدراك ما لكن.. نسى ترامب ان الانسانية لا تتجزأ وأن الدموع لا تُذرف على لون وطائفة دون أخرى.. لم تتحرك غرائزه الانسانية وهو يشاهد 20 الف طفل تتطاير أجسادهم الصغيرة بفعل اطنان المتفجرات المحرمة دوليا التى تمنحها بلاده مجانا لنتنياهو مجرم الحرب حتى يبيد بها شعبا كاملا كل جريمته انه رفض التهجير من بلاده قسرا او طوعا، لأن هناك من يريد الاستيلاء عليها لتحويلها الى «ريفيرا الشرق»!! من حقنا ان نتساءل: أين كانت هذه الانسانية مع قتل الطائرات الاسرائيلية والامريكية لأكثر من 60 الف فلسطينى وتشويه 150 الف مصاب؟! اين كانت هذه الحنية من دفن 6 آلاف فلسطينى تحت الانقاض لم تتمكن اسرهم من انتشالهم لإلقاء نظرة الوداع الاخيرة عليهم؟! أين هذه الانسانية من مشاهد تدمير عشرات الآلاف من المساكن ومن مشاهد اطفال ونساء يتضورون جوعا وعطشا يبحثون عن كسرة خبز فى القمامة؟ أين هذه الانسانية من مشاهد جثث ملقاة فى الشوارع والطرقات تنهشها الكلاب الضالة؟ أين هذه الانسانية من قصف المستشفيات وقتل المسعفين وتدمير سيارات الاسعاف والإنقاذ المدنى لترك المصابين ينزفون حتى الموت؟ أتمنى أن تمتد هذه الانسانية الى اطفال غزة.