تصيبنى الدهشة يومًا بعد يوم من إصرار بعض الفنانين على ارتداء ملابس فاضحة، تارة يخرج علينا فنان يرتدى حلقا رغبة فى لفت الأنظار والتحول لحديث وسائل التواصل الاجتماعى، ويبدو أن أحدا لم يخبره بأن ارتداء الحلق كان عادة قديمة فى ازمنة سالفة لتمييز العبيد الرجال الذين تم إخصاؤهم ليقوموا بخدمة السيدات فى الحرملك دون خوف منهم على نساء القصور. وتارة يفاجئنا فنان آخر بخروجه لإحياء حفل مرتديا ملابس مكشوفة الصدر كملابس الراقصات دون أن يعلم أن ارتداء هذه الملابس المبتذلة كانت قاصرة على صبى الراقصة فى عهود سابقة، ليقوم بالرقص امام الرجال، ويعامل معاملة الراقصة، مرتضيا أن يتخلى عن رجولته شكلا ومضمونًا. عزيزى الفنان فلان... لانى أدرك انك فى الأغلب لم تكن تعلم كل ما سبق وان هدفك فى ارتداء مثل هذه الملابس كان فقط رغبة منك فى الشهرة والبحث عن المظهر الصادم الذى يزيد كلام النقاد والجماهير عنك فإننى أقول لك: كنا نتمنى منك ومن كل فنان يحمل اسم مصر ان يقدم فنا راقيا يرتقى بوجدان الشباب العربى من المحيط الى الخليج، لا أن يدمر فيهم نخوة الرجولة، ويشجعهم على التخلى عن قيم مجتمعاتنا العربية المحافظة، وما حرمه علينا ديننا الحنيف، الذى لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وإذا كانت الشهرة هدفك، فهناك لاعب كرة مصرى اسمه محمد صلاح، أجبر العالم على احترامه ورفع اسم مصر عاليا دون ابتذال او انتقاص لرجولته بارتداء ملابس فاضحة او ارتداء حلق فى اذنه. وقد عرفه العالم فقط من خلال إبداعاته الكروية، وباحترامه لبلده، وبأعماله الخيرية لأهل قريته، ومساهاماته الإنسانية ورعايته لعشرات المرضى، المشاهير والبسطاء، وكفالته لآلاف الايتام، ودفع نفقات مئات العرائس اليتيمات، بخلاف تبرعه لانشاء مستشفى لأهل بلده.. وغيرها الكثير من الأعمال الإنسانية التى تليق بمَن يحمل اسم مصر. عزيزى الفنان فلان... ننتظر ان تتحدث عنك أعمالك الخيرية التى تنفع المجتمع بدلًا من إفسادك لأخلاق الشباب، وننتظر ان تتمسك مع غيرك من اهل الفن بقيم المصريين بناة الحضارة وأصحاب القيم، ولا نحب أن نراكم فى مواضع تخجلنا امام شعوب العالم العربى، ولا ان يعايرنا بكم الكارهين والشامتين فى بلدنا الغالية.. فاستقيموا يرحمكم الله.