في واحدة من أكبر الضربات العالمية ضد ما يعرف بالدارك ويب، تمكنت اليوروبول من إغلاق واحدة من أكبر المنصات العالمية الموجهة ضد الأطفال، تضم مئات الآلاف من المستخدمين، بمشاركة 35 دولة حول العالم، وألقت القبض على العشرات، بينما البحث مازال جاريًا، عن مئات المجرمين الآخرين. ويعد الاستغلال الجنسي للأطفال أحد التهديدات الرئيسية للأمن الداخلي للاتحاد الأوروبي، وتسبب التحول الرقمي، إلى تطور سريع في الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، مما أتاح للمجرمين منصةً مفتوحة للتواصل مع الضحايا واستدراجهم، بالإضافة إلى إنشاء مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وتخزينها وتبادلها. ذلك الأمر جعل مكافحته من أولويات الاتحاد الأوروبي، وأطلق مبادرة «أوقفوا إساءة معاملة الأطفال» لتشجيع المواطنين على مساعدة الشرطة في إنقاذ الأطفال المُعتدى عليهم، وفي العملية التي أطلق عليها اسم «عملية ستريم»، تم تحديد أحد أكبر المواقع يطلق عليه اسم «كيدفليس» الذي يعمل في هذا المجال. تبين من التحقيقات أن الموقع أنشئ عام 2021 على يد مجرم إلكتروني حقق أرباحًا طائلة منه، وسرعان ما أصبح من أكثر المنصات رواجًا بين مُعتدي الأطفال جنسيًا، ووفقًا للسلطات، تم تحميل ومشاركة 91 ألف فيديو فريد على المنصة أثناء فترة تشغيلها، بإجمالي مدة تشغيل بلغت 6288 ساعة. وفي المتوسط، كان يتم تحميل حوالي 3.5 فيديو جديد على المنصة كل ساعة، وكثير منها لم يكن معروفًا سابقًا لأجهزة إنفاذ القانون، ولم يمكن الموقع المستخدمين من تنزيل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال فحسب، بل مكّنهم أيضا من بث ملفات الفيديو، ويدفعون باستخدام العملات المشفرة التي يتم تحويلها لاحقا إلى أموال. وكشفت التحقيقات أنه في الفترة ما بين ابريل 2022 ومارس 2025، دخل 1.8 مليون مستخدم حول العالم إلى المنصة، وهو ما دفع اليوروبول لدعم التحقيق والتواصل مع قادة الشرطة الجنائية في أكثر من 35 دولة حول العالم، بهدف القبض على الجناة وإسقاطهم. أسفر التحقيق عن تحديد هوية ما يقرب من 1400 مشتبه به حول العالم، والذين لم يكتفوا فقط بتحميل ومشاهدة مقاطع فيديو، بل اعتدوا على أطفال أيضا، وتم القيام بمداهمات مختلفة في عدة دول خلال شهر مارس، واستطاعت السلطات القبض على 79 مشتبهًا بهم وضبط أكثر من 3000 جهاز إلكتروني. وتمكنت السلطات الألمانية والهولندية، خلال عمليات المداهمة الواسعة من الاستيلاء على خوادم الموقع الإلكتروني، الذي كان يحتوي في ذلك الوقت على حوالي 72 ألف مقطع فيديو، وهي العملية التي وصفوها بأنها أحد أكبر العمليات الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال حول العالم. وأكدت كاثرين دي بول المدير التنفيذي لليوروبول؛ أن عملية ستريم كانت أكبر عملية على الإطلاق يتعامل معها خبراء اليوروبول في مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، وواحدة من أكبر القضايا التي دعمتها وكالة إنفاذ القانون في السنوات الأخيرة، حيث عملوا على تقديم أدلة للدول لتسهيل التحقيقات المختلفة. وكشفت عن أن عالم الإنترنت ليس مجهول الهوية، حيث تطابقت هوية معظم المشتبه بهم الذين تم تحديد هويتهم في عملية ستريم مع سجلات قواعد بيانات اليوروبول، مما يثبت أن معظم مرتكبي جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال هم من المجرمين المتكررين، وليسوا مجهولين لدى سلطات إنفاذ القانون.. اقرأ أيضا: 27 دولة تكشف عن منظمات لبيع الأطفال على «الدرك ويب» بمقابل مادي