حذر الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، من التحديات الجسيمة التي تواجه الأسرة المصرية، معتبرًا أن الحديث عن قضايا الأسرة لم يعد رفاهية فكرية بل "فريضة دينية وضرورة حياتية" تفرضها تعقيدات الواقع الاجتماعي والمخاطر المحيطة بالهوية والقيم. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان "قضايا الأسرة المصرية.. التحديات وسبل المواجهة"، حيث أكد أن الأسرة لم تعد بمعزل عن التحولات العاصفة التي تجتاح العالم، لا سيما مع الانفلات القيمي الناتج عن الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعي، وظهور الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يبرر الباطل ويقلب الحقائق. وأشار عياد إلى أن التحديات الراهنة لا تقف عند حدود التأثير التكنولوجي، بل تتعداها إلى مظاهر الغزو الثقافي والفكري، الذي يسعى إلى تفكيك مفاهيم راسخة مثل الوطن، والدين، واللغة، والتاريخ، وهي المكونات الأصيلة لهوية الإنسان المصري والعربي. وأوضح أن هذه التحولات أدت إلى أزمات أخلاقية وسلوكية تهدد كيان الأسرة، أبرزها التفكك الأسري، والعلاقات غير المشروعة، وغياب الوعي بالهوية الثقافية والدينية، مشددًا على أن حماية الأسرة تبدأ من تعزيز القيم الدينية، والاعتزاز بالهوية، وصون اللغة العربية من محاولات التشوية. ودعا المفتي في ختام كلمته إلى تكامل الجهود بين المؤسسات الدينية والعلمية والمجتمعية لمواجهة هذه التحديات، والعمل على إعادة بناء الوعي الأسري والمجتمعي على أسس راسخة من القيم والهوية الوطنية.