في مثل هذا اليوم، الثامن من أبريل عام 1970، ارتُكبت واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية، لتتحول فصول التعليم إلى أكفان لأطفال أبرياء لم يحملوا سوى أقلامهم ودفاترهم. ورغم مرور أكثر من نصف قرن على الجريمة، فإن صمت العالم لا يزال مخزيًا، والعدالة ما زالت غائبة. في ذكرى مذبحة بحر البقر.. 53 عامًا على قتل «البراءة» في تمام الساعة التاسعة والثلث من صباح الأربعاء 8 أبريل 1970، شنت طائرات "فانتوم" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية وحشية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية، مستخدمة خمس قنابل وصاروخين، ما أدى إلى تدمير المدرسة بالكامل. أسفرت هذه المجزرة عن استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين، وتحولت الفصول الدراسية إلى كتل من الركام والدماء، بينما ظلت دفاتر الأطفال الملطخة بالدم شاهدة على وحشية لا تعرف الرحمة. الحكومة الإسرائيلية آنذاك ادعت أن المدرسة كانت "هدفا عسكريا"، في محاولة لتبرير الجريمة، لكن الصور والتقارير الميدانية كذّبت هذا الزعم، وأظهرت أن الضحايا كانوا جميعًا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا. ورغم الإدانات العربية والدولية الواسعة وقتها، لم تُقدَّم أي جهة إسرائيلية للمساءلة أو المحاكمة، لتظل المجزرة رمزًا للعدوانية الإسرائيلية، ودليلًا دامغًا على ازدواجية المعايير الدولية. ويأتي إحياء الذكرى الخامسة والخمسين لهذه الجريمة في وقتٍ لا تزال فيه الجرائم ضد المدنيين تتكرر، لتعيد التذكير بأن العدالة لا يجب أن تسقط بالتقادم، وأن دماء الأطفال، في بحر البقر أو غزة أو أي مكان آخر، يجب أن تُحترم وتُنصف يومًا ما.