مع اقتراب موسم الحج، يبدأ ملايين المسلمين في الاستعداد لهذه الرحلة الإيمانية العظيمة التي تتطلب جهدًا بدنيًا وذهنيًا كبيرًا، ورغم أن أداء مناسك الحج هو رحلة روحانية في المقام الأول، إلا أن التحضير لها لا يقتصر على الجوانب الدينية فقط، بل يشمل أيضًا الجانب الصحي والبدني. فحج بيت الله الحرام يحتاج إلى جسم قادر على التحمل ومناعة قوية لمواجهة التغيرات المناخية والجهد البدني الكبير، وزارة الصحة والسكان المصرية، قدمت مجموعة من النصائح والإرشادات المهمة التي تساعد الحجاج على الاستعداد الأمثل للحج، ليؤدوا المناسك بصحة أفضل وبأقل مجهود ممكن. اقرا أيضأ|حقيقة منع مواطني 14 دولة بينها مصر من دخول السعودية اعتباراً من 13 أبريل الاستعداد البدني... أساس لحج آمن ومريح الجهد البدني الذي يتطلبه الحج لا يستهان به، فالحاج يؤدي مناسك متعددة تتطلب مشيًا طويلًا في أماكن مزدحمة وتحت حرارة شمس مرتفعة أحيانًا، كالسعي بين الصفا والمروة، والطواف، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، وغيرها من الشعائر، لذلك، فإن تحضير الجسم لهذه المواقف ضرورة لا رفاهية،تنصح وزارة الصحة والسكان بضرورة بدء ممارسة الرياضة قبل السفر إلى الحج بوقت كافٍ، حتى يتمكن الجسم من التكيف مع النشاط البدني المطلوب، ويمكن ممارسة الرياضة لمدة تتراوح بين 20 إلى 60 دقيقة يوميًا، ويفضل أن تكون بعد تناول الطعام بساعتين لضمان الهضم الجيد وتفادي الإرهاق. من التمارين البسيطة التي يُنصح بها: المشي السريع: يعد من أفضل التمارين القلبية التي تعزز اللياقة العامة. صعود الدرج: يقوّي عضلات الساقين ويحسن من التحمل. تمارين التنفس: مفيدة خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. تمارين التمدد: تساعد في الوقاية من التشنجات العضلية. ممارسة هذه الأنشطة يوميًا أو بشكل منتظم، حتى وإن كانت خفيفة، تسهم في تقوية الجسم، وتحسين قدرة الرئتين، وتعزيز اللياقة البدنية العامة، مما يجعل أداء مناسك الحج أسهل وأقل إرهاقًا. التطعيمات... حماية ضرورية قبل الرحلة جانب آخر لا يقل أهمية عن التمارين البدنية، هو الوقاية من الأمراض المعدية. فالتواجد وسط حشود ضخمة من البشر من مختلف أنحاء العالم، يزيد من خطر انتقال العدوى، خاصة مع تغير المناخ والازدحام الشديد. وزارة الصحة تشدد على أهمية تلقي التطعيمات الضرورية قبل السفر إلى الأراضي المقدسة، وأبرزها: تطعيم الالتهاب السحائي الرباعي: هذا التطعيم إلزامي، ويجب الحصول عليه قبل السفر بمدة لا تقل عن 10 أيام ولا تزيد عن 5 سنوات. فهو يحمي الحاج من عدوى خطيرة يمكن أن تنتشر بسرعة في التجمعات البشرية الكبيرة. لقاح الإنفلونزا الموسمية: يُنصح به لجميع الحجاج، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب، والسكري، والربو، وغيرهم.، فالإنفلونزا قد تبدو بسيطة لكنها يمكن أن تكون مرهقة جدًا وتؤثر على القدرة على أداء المناسك. وبجانب هذه اللقاحات، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص قبل السفر، خصوصًا لأصحاب الحالات المزمنة، لضبط أدوية الضغط أو السكر أو القلب، والتأكد من استقرار الحالة الصحية قبل مغادرة البلاد. نصائح عامة للحفاظ على الصحة أثناء الحج إلى جانب الاستعداد البدني والتطعيمات، هناك بعض الإرشادات البسيطة التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا خلال أداء المناسك: الحرص على شرب كميات كافية من المياه لتجنب الجفاف. استخدام مظلة أو قبعة واقية من الشمس خلال ساعات النهار. ارتداء ملابس قطنية مريحة لتقليل التعرق وتجنب الالتهابات الجلدية. الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار. تجنب التزاحم بقدر الإمكان خاصة لكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة. الحج ليس فقط رحلة إيمانية، بل هو تحدٍ بدني ونفسي يتطلب استعدادًا شاملًا. تجهيز الجسم قبل السفر من خلال الرياضة، وتلقي التطعيمات، والاهتمام بالتغذية والنظافة، يضمن لك أداء المناسك بسهولة وبأمان، وزارة الصحة والسكان تقدم هذه التوصيات من منطلق الحرص على سلامة الحجاج، ولضمان عودتهم إلى وطنهم بصحة جيدة بعد أداء هذه الفريضة العظيمة، تذكّر دائمًا أن الاستعداد الجيد هو مفتاح النجاح في كل شيء، فابدأ اليوم ولا تؤجّل صحة الغد.