فى أمريكا.. حرق معارض «تسلا» تُشعل الفوضى

موجات متزايدة من العنف تستهدف سيارات تسلا ومعارضها ومحطات الشحن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت اولى احداثها منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية منذ بداية العام، وتزداد الامور سوءًا منذ تولي إيلون ماسك رجل الاعمال الثري مالك تسلا مسئولية وزارة كفاءة الحكومة الفيدرالية وهو المنصب الذي يواجه معارضة كبيرة في الولايات الأمريكية.
تتولى فرقة مكافحة الإرهاب المشتركة التابعة لFBI التحقيق في سلسلة الحوادث الاخيرة باعتبارها عمليات ارهابية شديدة الخطورة تندرج تحت قائمة الجرائم الفيدرالية بالرغم من انها لم تُسفر عن إصابات بشرية حتى الآن إلا انها تشكل تهديدًا امنيًا وماليًا خطيرًا للمواطنين ولمالك شركة تسلا الذي يواجه تراجعًا غير مسبوق في المبيعات في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وبالفعل تجري محاكمة ثلاث متهمين في حوادث منفصلة في الفترة الحالية.
إرهاب داخلى
ليست محاكمات عادية لمجرمين متهمين بارتكاب حوادث عنف وتخريب، وإنما تحولت لمحاكمات فيدرالية تهدف إلى تشديد العقوبات ضد الجناة، وتم تصعيد نوعية تلك الحوادث ليطلق عليها المدعي العام الأمريكي حوادث إرهاب داخلي شديد الخطورة.
أعلنت المدعية العامة الامريكية باميلا بوندي توجيه اتهامات في قضايا فيدرالية لثلاثة أشخاص بعد استخدامهم قنابل المولوتوف لمهاجمة ممتلكات شركة تسلا التي تتعرض مؤخرًا لموجات من العنف في جميع أنحاء البلاد في أعمال إرهابية غير مسبوقة، واكدت وزارة العدل أن المتهمين الثلاثة يواجهون تهم تصل عقوبتها إلى السجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات وتمتد إلى 20 عاما، وبلهجة صارمة نددت المدعية العامة بتلك الحوادث في بيان قالت فيه: «لقد انتهى عهد ارتكاب الجرائم دون عواقب، وهذا تحذير اوجهه لمرتكبي تلك الحوادث، إذا انضممتم إلى موجة الإرهاب الداخلي ضد ممتلكات تسلا، فستضعكم وزارة العدل خلف القضبان».
حوادث تسلا
منذ بداية العام الحالي أشعلت النيران في خمس سيارات تسلا بشكل مفاجئ، وأشعلت النيران في سيارات تسلا في لاس فيجاس في 20 يناير، حين ألقى آدم ماثيو لانسكي، 41 عامًا، ثماني زجاجات مولوتوف على معرض سيارات تسلا بولاية أوريجون، وتسبب في تدمير إحدى السيارات بالكامل، وتضررت عدة سيارات أخرى، واشارت التحقيقات إلى ان لانسكي ألقى المتفجرات عبر نافذة المعرض وكان مسلحًا ببندقية AR-15 كاتمة للصوت وقت الهجوم.
في قضية أخرى ألقت الشرطة القبض على المتهم لوسي جريس نيلسون، 42 عامًا، في لوفلاند بولاية كولورادو في 29 يناير بعد محاولته إشعال النار في سيارات تسلا باستخدام زجاجات المولوتوف، وقال ممثلو الادعاء إنه عثر على نيلسون في وقت لاحق وبحوزته مواد تستخدم لإنتاج أسلحة حارقة ومتفجرات تضم زجاجة بنزين ومواد الفتيل.
رسائل وطلقات
ألقت الشرطة القبض على المتهم الثالث دانييل كلارك باوندر، 24 عامًا، في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، وهو معارض للرئيس الامريكي دونالد ترامب وأرسل رسائل مسيئة ضده مدافعا عن أوكرانيا، وأشعل النار في ثلاث من محطات الشحن الخاصة بسيارات تسلا باستخدام زجاجات المولوتوف في 7 مارس، وتشير وثائق المحكمة إن كلارك باوندر كتب عبارات ضد ترامب واخرى كتب فيها «تحيا أوكرانيا» باللون الأحمر في موقف سيارات محطة شحن تيسلا.
وجهت المحكمة إلى المتهمين الاول والثاني لانسكي ونيلسون تهمة إحراق ممتلكات متنوعة بين الولايات وحيازة جهاز تفجير غير مرخصين، ووجهت إلى المتهم الثالث كلارك باوندر تهمة إحراق ممتلكات تجارية، أما عن احدث الهجمات التي تحقق فيها السلطات هو تعرض تسلا الاسبوع الماضي لحريق متعمد باستخدام قنبلة مولوتوف على خمس سيارات تسلا بمركز في لاس فيجاس، نيفادا، يوم الثلاثاء 18 مارس، وقال مساعد قائد شرطة لاس فيجاس، دوري كورين إن المشتبه به كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل استخدم سلاحا ناريا وزجاجات مولوتوف لتنفيذ الهجوم، وكثفت إدارة شرطة لاس فيجاس تواجدها في مواقع تسلا، كما سبقتها هجمة اخرى اشارت اليها شرطة تيجارد بولاية أوريجون في 13 مارس حيث أطلقت 12 طلقة نارية على وكالة السيارات مما تسبب في أضرار جسيمة للسيارات ونوافذ صالات العرض.
عنف مستمر
ما هو السيناريو المتوقع لموجات العنف ضد تسلا؟ طرحت فوكس نيوز تساؤلاتها على السياسي الامني مايكل تابمان، عميل خاص رفيع المستوى في مكتب التحقيقات الفيدرالي في مينيابوليس، وأجاب متوقعًا استمرار تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة وسط تدمير سيارات تسلا وفروعها على مستوى البلاد بهدف إرهاب رئيس إدارة كفاءة الحكومة إيلون ماسك، وتعد تلك الهجمات العنيفة حالات واضحة من الإرهاب المحلي المتزايد، واضاف قائلا: «أخشى أن المزيد من العنف قادم، ربما ليس عنفا مباشرا وانما مجرد عنف سياسي عام فهناك المزيد في الأفق، واضاف تابمان: «نحن دولة أكثر انقسامًا، والكراهية للطرف الآخر تغلي، وأنا أحمل كلا الجانبين المسئولية».
تحريض إلكترونى
عكست تقارير الصحف الأمريكية حالة الصدمة التي اصابت إيلون ماسك بسبب الكراهية والعنف من جانب حزب الديمقراطيين المعارض للحزب الجمهوري للرئيس ترامب واعلن عن أسفه للهجمات المفاجئة على علامة تسلا التجارية وكافة منتجاتها.
ازدادت الامور اضطرابًا وسوءًا بسبب موقع إلكتروني امريكي شهير جمع قائمة بيانات لمالكي سيارات تسلا، وعناوينهم، وأرقام هواتفهم، وعناوين بريدهم الإلكتروني، في محاولة واضحة للتشهير بسائقي سيارات تسلا الأمريكيين العاديين كما ضم الموقع خريطة لوكلاء تسلا ومحطات شحن السيارات.
خدمات الطوارئ
اطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي المزيد من التحذيرات عبر حديث سبنسر إيفانز، الوكيل الخاص المسئول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، في لاس فيجاس، بمؤتمر صحفي مؤكدًا إن سلسلة الحوادث تحمل العلامات المميزة للإرهاب المحلي قائلا: يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي مع شركائنا في أجهزة إنفاذ القانون لجمع المعلومات للتحقيق في عدد من الحوادث التي تضررت فيها محطات شحن سيارات تسلا ومعارضها، وقعت حوادث في عدة ولايات، ونود تذكير الجمهور بأنه في حال ملاحظة أي شيء مريب أو وجود معلومات عن تهديدات محتملة، يُرجى إبلاغ أجهزة إنفاذ القانون المحلية فورًا، أوالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي المحلي، أوالاتصال بخط الطوارئ للمكتب الفيدرالي.
معارضو ماسك
نقلت الشرطة الأمريكية تحذيراتها ايضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت عبر فيس بوك: «نسعى إلى توعية المتهمين في تلك الحوادث وغيرهم بشأن التفرقة بين حرية التعبير وتخريب الممتلكات المملوكة للآخرين»، وتظهر معارضة ايلون ماسك مؤخرا بسبب استهدافه خفض الإنفاق الحكومي غير الضروري ومواجهة الاحتيال داخل الحكومة الفيدرالية ليصف معارضوه خطته بإتباعه خطة تقليص الميزانية بشكل متطرف، وشنت منظمة «إنديفيزيبل» التي أسسها موظفون سابقون في الكونجرس الديمقراطي حملات للاحتجاج ضد تصرفات ماسك، وقدمت تلك المنظمة خطط وتوصيات حول كيفية نقل المعركة إلى إيلون ماسك نفسه عبر الاضرار بممتلكاته.
تمويل سياسي
يتهم الرئيس ترامب ايضا المنظمات اليسارية بالوقوف وراء تلك التفجيرات وأكد في مقابلة على قناة فوكس نيوز رأيه قائلا: حين يتم القاء القبض على مرتكبي حوادث إطلاق النار وحرق سيارات تسلا، فسوف تكتشفون أنهم يتقاضون أموالا من قبل أشخاص ذوي نفوذ سياسي كبير في اليسار، وأكد ترامب على ضرورة مقاضاة مرتكبي الهجمات على سيارات تسلا ليصفهم بمرتكبي حوادث «إرهاب محلي»، كما جدد إشاداته بالرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، ليصفه بالوطني الذي أصبح حليفا له منذ حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 مؤكدًا انه متقد الذكاء ودائم التصدي لهؤلاء المتطرفين طوال الوقت.
اقرأ أيضا: ماسك: تسلا تتعرض لهجمات جنونية بسبب فضح فساد حكومي ب100 مليار دولار