حالة من الذهول، انتابت العالم أجمع ، منذ تولى الرئيس دونالد ترامب ، مقاليد الحكم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا وسياسيا . فخلال أقل من ثلاثة أشهر، وقع ترامب أكثر من 80 أمرا تنفيذيا ، وأطلق العديد من التصريحات الصادمة، تنسف فى مضمونها ، منظومة النظام العالمى ، التى سعت الولاياتالمتحدة، لترسيخها ونشرها والدفاع عنها ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وتتمحور حول قيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام سيادة الدول. لقد رفع ترامب شعار أمريكا أولا، فقرر الانسحاب من مؤسسات النظام العالمى التى بادرت بلاده منذ عهد الرئيس الأسبق روزفلت بإنشائها، مثل منظمة اليونسكو واتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية. وألغى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، التى كانت تمول مشروعات تنموية إنسانية، فى أكثر من 100 دولة ، وأطلق تصريحات لضم كندا وجزيرة جرينلاند إلى بلاده، والسيطرة على قناة بنما . كما أعلن عن خطة صادمة ، لم تخطر فى بال الاحتلال الصهيونى نفسه ، بالسيطرة على قطاع غزة ، وتهجير أهله . ثم واصل قراراته الصادمة ، بإعلان فرض رسوم جمركية ، بنسب متفاوتة ، على قرابة 180 دولة ، ليشعل حربا تجارية غير مسبوقة، لا يستطع الخبراء تقدير مداها . كما فرض فى خطوة صادمة أيضا عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ، لمجرد إصدارها مذكرة اعتقال ضد السفاح نتنياهو . والأدهى ما تشير إليه التقارير ، إنه يفكر فى الانسحاب من الأممالمتحدة ذاتها ، ومنظمة التجارة العالمية ، وصندوق النقد والبنك الدوليين. ويبقى السؤال المهم ، أين نحن كعرب ، فى ظل دوامة ترامب ؟ لقد تكتل الاتحاد الأوروبى ومعه كندا وبريطانيا، للحفاظ على مصالحهم، واتخذت الصين ،القوة الاقتصادية الثانية عالميا، ما يلزم لمواجهة حرب ترامب التجارية، وكذا الهند وروسيا . فماذا نحن فاعلون؟ لقد نجحنا فى اتخاذ موقف موحد ضد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، فهل نتخذ موقفا مماثلا للحفاظ على مصالحنا المشتركة، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ؟ أتمنى حدوث ذلك ، قبل فوات الأوان.